تتميز رواية "التلصص" بسرد راويها، إذ يصف كل الأحداث، وكل التفاصيل الدقيقة، في الحياة اليومية للمجتمع المصري. كما يصف الظروف السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، في العهد الملكي في مصر، وكذلك يصف حياة الناس وصفاً دقيقاً، ومعاناتهم مع التغيرات السياسية، وانعكاسها على حياتهم، فكان الطفل متلصصاً على كل الفضاءات التي يتواجد فيها، وكان يسجل أحاديث والده مع رفاقه، وهو الطفل المرافق لوالده العجوز، وبسبب خوف الطفل من البقاء وحيداً، صار الأب يرافقه في كل مكان، ولم يكن الطفل وحده يتلصص، بل حتى والده مارس هذا الفعل أحياناً، ويرسم الراوي الصبي بما يحكيه مشاهد عديدة – في زمن الرواية – لأحوال الطبقة المتوسطة، في القاهرة، وكفاحها اليومي، وتكشف مشاهدات الصبي الكثير من مظاهر الحياة الاجتماعية واليومية، وطقوس الاحتفال بالمناسبات، وطقوس الطبقة الشعبية، في الخرافة، كالسحر، والشعوذة، وقد استغرق زمن الرواية عاماً كاملاً، من خلال أربعة فصول، يرسم خلالها الراوي الإطار العام للحياة المصرية في القاهرة، ولقد تميزت هذه الحقبة التاريخية بأحداث هامة مثل، قضية فلسطين، وحرب 1948م مع إسرائيل، ووجود الاحتلال الإنجليزي في مصر، وما تبعه من كوارث وتدخلات أجنبية، وقد اعتمدت في هذا البحث على عدة مناهج: منها المنهج التاريخي: الذي يعتمد على سرد الأحداث، وعرض القضايا الاجتماعية في ذلك العصر، والمنهج النفسي في دراسة شخصيات الرواية، وأنماطها، وما يدور في نفسها، وكذلك المنهج الفني التحليلي في دراسة الشكل الروائي،  وقد أظهرت، مستويات الواقعية، في رواية التلصص، الأمراض المجتمعية، والواقع بعيداً عن المثالية، وجاءت هذه النظرة الواقعية، على أساس تدخل عوامل التطور المختلفة، في كافة مستويات الحياة