تسعى هذه الدراسة إلى تتبع أصول السيميائية وارهاصاتها في التراثين العربي والغربي، فقد أسست لنفسها منهجا مبتكرًا في قراءة النّصوص الأدبية، ذلك من خلال تعمدها التعمق في بحث تداعيات السلوك الإنساني، مما أدى إلى تراكمات معرفيّة، شكّلت انفجارًا فكريًا أغنى العملية النقدية المعاصرة، وفتحت آفاقًا نقدية جديدة تحلل الخطاب الإنساني من زوايا متعددة وغير معهودة، فاستدعت حالة النضج التي وصلت إليها السيميائية ضرورة تأطير أصولها ومفاهيمها، ولعل السيميائية لم تظهر في التراث العربي بوصفها نظرية مكتملة، بل شكّلت جهودهم ارهاصات أولية تقاربت كثيرا مع الأفكار والرؤى التي نادت بها مدارس واتجاهات السيميائية المعاصرة، وكثيرة هي المشارب التي تصب في كيان السيمائية حيث تعد عاملا مشتركا لأبرز العلوم وقد نجدها حوت اتجاهات الفلسفة والاتجاه اللساني لتكتمل كنظرية وافية بالاتجاه المنطقي مع شارل بيرس واضع علم العلامة السيميائية، وقد شغلت السيميائية حيزا واسعا في الساحة النقدية العربية والغربية والتي حاولت بأدواتها تفص خصائص الأجناس الأدبية المختلفة، ولعلها أخذت تتربع على معمار المناهج مما منحها قدرة على قراءة كل مظاهر السلوك الإنساني وفك شفرات النصوص، فالمنهج السيميائي هو المنهج الي يهتم بدراسة العلامات اللغوية وغير اللغوية مركزا على العلاقة بين الدال والمدلول أما الإشارات فمنها ينطلق إلى ما يحيل خارج النص.