يعالج البحث مراثي شعراء الأندلس للإمام الحسين، حيث وقفت على العوامل النفسية والفكرية التي بنيت عليها المرثية وكونتها؛ وقد صور الشعراء هذه الفاجعة تصويرا حيًا، يكشف عن عمق المأساة وخطرها، وشدتها على النفوس المؤمنة، وهو تصوير يوحي بانفعال الشعراء الصادق بما أصاب الحسين وآل بيت النبوة في كربلاء، وبدت نزعة الحزن جلية في هذه القصائد، بدا ذلك واضحا في تعبير الشعراء عن حزنهم وتألمهم، حيث نجد حرارة الانفعال بالموقف، وقوة الشعور، وعمق الإحساس بجلال هذا الخطْب وعظمته، ومدى تأثيره على النفس، وتناولت أبرز الوسائل التي ساهمت في الكشف عن التجربة، وتشكيل الصورة، وتوصلت إلى وجود تواؤم وترابط في المرثية الحسينية  بين أفكارها ومعانيها وصورها، إذ يلفها رابط واحد يهيمن عليها، هو الحزن والألم، والأسى والشجن، وكانت هذه المراثي بمعانيها وأفكارها وصورها متوائمة مع الجو النفسي الذي يعيشه الشعراء، ملتحمة به، مفضية في النهاية إلى تعانق الأفكار مع المعاني، وتآزر الشكل مع المضمون، معبرة عن إحساس  الشاعر الصادق تجاه الحسين، وقد جاء البحث في أربعة مباحث وتمهيد وخاتمة، تناولت في التمهيد: الأحداث التاريخية، والدوافع الدينية. وفي المبحث الأول: تحدثت عن العوامل النفسية والفكرية التي بنيت عليها المرثية وكونتها؛ ثم كان المبحث الثاني؛ وفيه وقفت مع المعجم الشعري، والمعاني وسماتها، وأساليب التعبير التي استعان بها الشعراء في التعبير عن تجربتهم. وجاء المبحث الثالث وفيه تناولت أبرز الوسائل التي ساهمت في الكشف عن التجربة، وتشكيل الصورة، ثم وقفت أخيرا مع العاطفة أتلمس مدى صدق الشعراء في مراثيهم، أما المبحث الرابع فعني بالحديث عن الموسيقى الخارجية والموسيقى الداخلية، ثم كانت الخاتمة؛ وفيها أشرت إلى ما تضمنته فصول البحث من حقائق، وانتهت إليه من نتائج.