يحلل هذا البحث طبيعة التصوير الفني والموضوعي للانفعالات النفسية الإيجابية والسلبية لدى شخصيات رواية (هل تسمح لي أن أحبك؟) للكاتبة السعودية زينب البحراني، وفقًا لإجراءات المنهج الفني، وقد كشف التحليل عن السمات الفنية والموضوعية المتصلة بانفعالات (الحب) و(التفاؤل) و(القلق) و(الإحباط) لدى شخصيات الرواية، وخصوصًا شخصيتي (سلوى- يوسف) التي اتخذت الكاتبة منهما شخصيتين محوريتين لتجسيد انفعالات المرأة تجاه الرجل والرجل تجاه المرأة، وصورت بدقة كيف تعصف بتجربة الحب كثير من المقلقات والإحباطات الذاتية، والأسرية، والاجتماعية، معبرة عن كل ذلك بلغة تصويرية تنقل الوقائع السردية إلى عالم داخلي مفعم بالمبالغات الموقفية والشعورية؛ وذلك بهدف إمتاع القارئ وإدهاشه بجمال هذه الصور ومفرادتها في التعبيرعن الصراع الداخلي والخارجي للشخصيات الرئيسية، ورصد حركتها تجاه التطور الدرامي للأحداث، وقد اعتمدت الكاتبة كثيرًا على سرد الأحداث الداخلية التي تقع في أعماق بطلة الرواية كما تحسها وتراها في ضوء الأحداث المفترضة، ووفق درجة تفاعلها مع المدركات الحسية والذهنية، وحسب المقاصد الفنية والموضوعية الثاوية وراء ذلك، ويبدي الأداء التصويري هنا اكتشاف الكاتبة علاقات جديدة بين الانفعالات وبين الأشياء والظواهر والأحداث التي تتنبه إليها، بصياغة فنية مبتكرة تحملها الكاتبة أقصى ما تستطيع البوح به من انفعالات، وبهذا الانزياح اللغوي عن المألوف نحو المبالغة التصويرية، يتجاوز النص مجاله التبليغي إلى المجال الجمالي والفني الذي يحقق الدهشة والمفاجأة، ويولّد من المشهد العادي خيالات مجنحة، تجعل المتلقي يتجاوز ظواهر الصور المرئية إلى بواطنها، فيفهم واقعها، ويتعاطف مع شخصيات الرواية ويشفق عليها، ويأمل أن تنجو من الحالة المأساوية التي تعانيها، وهو ما يشير إلى نجاح الكاتبة في تصوير عناصر روايتها وعواطف شخصياتها تصويرًا مؤثرًا.