يتناول البحث ظاهرة الاغتراب كظاهرة أدبية فلسفية، أخذت حيزًا في الرواية العربية منذ بدايات القرن العشرين، وتشكلت عبر ملامح وتجليات متعددة، حيث شكلت في مجملها منظومة فكرية نفسية، فتبدت في العلاقة بين الذات الإنسانية والكتابة الروائية، ونجيب محفوظ من الروائيين الذين تفننوا في بث الاغتراب عبر شخوص رواياته ومنها: رواية ( اللص والكلاب)، فاستخدمه كآلية من آليات الرفض والتمرد، أو وسيلة من وسائل الانسحاب والانزواء بعيدًا عن المحيط الاجتماعي العام، ومن ثم فإن البحث يهدف إلى الكشف عن ألوان الاغتراب التي طالت الشخصية الروائية في رواية ( اللص والكلاب )، ودراسة هذه الألوان الاغترابية، وبيان مدى قدرتها على توصيل مراد الروائي مع ربطها بالإطار الزمني للرواية، وقد اعتمدت في البحث على المنهج التحليلي من خلال الوقوف على ألوان الاغتراب في الشخصية واستنباط آلياتها، مع تحليل كل لون تحليلاً أدبيًا،  وقد توصلت لعدة نتائج أهمها: أن الشخصيات الاغترابية تحمل معان مزدوجة تسير في اتجاهين: داخلي وخارجي، وينتهي الاتجاه الخارجي إلى الكشف وتعرية الداخلي ، كما أن الاغتراب النفسي للشخصية الدينية شكل ملمحًا رئيسًا يتماهى والصبغة الفلسفية/ العلمية التي يتبناها نجيب محفوظ ، حيث كان لا يرى في رجال الدين وأقوالهم حلولاً لأدواء المجتمع؛ لذا صبغهم بالجمود والتخلف عن ركب المدنية والحضارة غالبًا،وأيضًا فإن صورة الشخصية الاغترابية في هذه الرواية وما بعدها من المرحلة الفلسفية تعد نتاجًا للتمزقات الضخمة في جدار الوضعية الاجتماعية والسياسية في فترة الخمسينيات والستينيات، تلك الفترة التي اعتراها الاغتراب داخل الوطن والشعور بعدم الانتماء،أظهرت تجليات الاغتراب التي وظفها نجيب محفوظ في بناء الشخصية الروائية في فضح وتعرية المجتمع، وكشف مظاهر الخيانة والانتهازية.