تقدم هذه الورقة مقاربة إشهارية لعناصر السرد في فنّ المقامات البديعية، دراسة تحليلية، من منظور آليات الخطاب الإشهاري المرتبط بالدعاية في الممارسة اللغوية الأيقونية، مُمَهّدًا بالتعريفات، ومستعينًا بأدوات المنهج السردي في التحليل، وينحو البحث إلى تقديم قراءة كلية للنص لا تفصل بين أجزائه، لتدلّل على علاقة البناء اللغوي - باعتباره رسالة إشهارية - بصناعة الإشهار، التي يمكن قراءتها جماليًا في سياق مكونات النّص وأبعاد الخطاب الخاضع للتحليل، وفي سياق التحليل يقدّم البحث ثلاثة مستويات فنية لفعل السرد الإشهاري، من خلال ما يبثه من قيمة ثقافية وسمة إيديولوجية، تنزع في العرض إلى الغرائبية والخيال، من خلال الترويج لها عبر الوسائط السمعية والبصرية في بنية السرد اللغوي، ومما خرجت به الدراسة من نتائج: فاعلية النصوص التراثية -والمقامات على وجه الخصوص- وصلاحيتها للقراءة الإشهارية للخطابات، وصلاحية معالجتها بأدوات المناهج النقدية الحديثة؛ للولوج لقراءات مكاشفة، ذات أبعادٍ جماليةٍ وتاريخيةٍ يمكن أن تقرأ في سياقاتها، وأخيرا يمكن استثمار آلية قراءة الخطابات وفق هذا النحو في كل مجالات العلوم البشرية؛ استنطاقًا وكشفًا لما يمكن أن ثتري به النصوص التراثية مجالات البحث في الدراسات المعاصرة.