يهدف البحث إلقاء الضوء على أحد الأعمال الرائدة في القصة الشعرية في الأدب القديم، وتحديدا  في العصر العباسي وهو ديوان (الصادح والباغم) للشاعر (ابن الهبارية  المتوفى سنة 509هـ) ببيان أهمية الديوان وسماته العامة، فالقارئ له يجده حافلا بالعديد من القصص الشعرية المتخيلة، وهي أراجيز يحاكي من خلالها (ابن الهبارية) كتاب (كليلة ودمنة)، وقد قسم ديوانه ثلاثة أبواب، وتتعلق الدراسة بالباب الثاني منها، وعنوانه: (باب البيان ومفاخرة الحيوان)، نموذجا لدراسة السرد من خلاله، والسرد هو أحد العناصر الفنية للعمل القصصي، بل إنه يعد الأبرز فيه، فمن خلاله يستطيع (الراوي) نقل الأحداث سواء أكانت واقعية حقيقية أو متخيلة غرائبية في صورة لغوية إبداعية، فمهما تنوعت القصص في مضمونها أو تفاوتت في إبداعها الفني، فإن السرد لا يفارقها أو تتخلى عنه، فهو بمثابة العمود الفقري لها كما قد يعتقد البعض، ويكفي للتدليل على أهميته بالحديث عن آلياته وتقنياته الإبداعية، فهي وسيلة فاعلة يعول عليها كاتب القصة  في ترجمة الميول والطباع لشخصيات القصة، ونقل الأحداث وربطها ببعضها البعض من خلال الحبكة الفنية نوعيها (المفككة والمتماسكة) أو من خلال الاسترجاع، وكذلك تحقيق عنصر التشويق والذي يتأتى من خلال الاستباق الزمني للأحداث، هذا بخلاف تسريع الإيقاع الزمني للأحداث أو إبطائه، مما يؤكد ضرورة وجوده، وأنه لا غناء عنه في العمل القصصي، وهذا ما سوف يبرز من خلال البحث.