تتناول هذه الدراسة أثر كل من الخطاب الاستشراقى و تيار الهوس بالمصريات و التقليد الباطنى الغربى على تمثيل شيلي لآثار و معالم مصر القديمة في شعره. كما تظهر الدراسة أيضا إعتماد شيلي على تقليد الأطلال الذى شاع في كتابات القرنين الثامن عشر والتاسع عشر و في الشعرالحركة الرومانتيكية بصفةٍ خاصَّة. و تبرز الدراسة إستخدام شيلى للرموز المصرية في التعبيرعن اهتماماته الموضوعية ، معربا عن ازدرائه للحرب ، ومعارضته للعقيدة الدينية ، وانتقاداته اللاذعة لكل أشكال الاستبداد و الطغيان. و كما يتضح من هذا البحث، يستخدم شيلى أطلال الحضارة المصرية و أهراماتها الشهيرة وأبو الهول و معابدها الضخمة دورا مزدوجا في شعر شيلي ، حيث يستخدمها تارة كرمز للطبيعة الفانية لكل الإنجازات البشرية تحت وطئة الزمن وتارة أخرى كرمز للإستبداد الشرقي الذى شاع في الخطاب الاستشراقى. و بينما يوظف شعر شيلي رموز مصر و معالمها للهجوم على المآسى الإنسانية من حروب و مظالم و قمع التي هي من صنع الطغاة في الماضى و الحاضربما فيهم فراعنة مصر و قادة العالم الأوروبى المعاصرفى سعيهم نحو مجد شخصى زائل، فإن شعره ينم في الوقت نفسه عن الإعجاب العميق بعراقة و أثرالحضارة المصرية القديمة على العالم.