يعتمد الساخرون -في كثير من الأحيان- على الأحداث المواتية التي تصنعها اللحظة والموقف، فتتجلى أعمالهم فيما يسمى بسخرية الموقف، التي تُعَدُّ أحد الأساليب البارزة للسخرية؛ إذ فيها تقوم المفارقة في أوضح صورها على إبراز التناقض بين وضعين متقابلين، هما طرفا المفارقة. وهذا الأسلوب تتبدى فيه السخرية مقرونة بنوافذ عديدة، لذا تألف البحث من مقدمة، وتمهيد، وأربعة مطالب، وخاتمة. ففي المقدمة حددت المدونة المدروسة، ومشكلة البحث وتساؤلاته، وأسباب اختيار الموضوع، وأهداف البحث، والدراسات السابقة، ومنهج الدراسة. وفي صلب البحث أفرد كل مطلب من مطالب البحث لأحد الأنواع الأبرز التي تبدت فيها سخرية الموقف، ومجموعها أربعة، حيث تناول المطلب الأول السخرية المبنية على الموقف المناقض لما ينتظر فعله تماما، إذ يأتي الفعل مغايرا بصورة جذرية للوجهة التي يجدر بالإنسان أن يقوم بها، وفي المطلب الثاني حضر التنافر بين المظهر والمخبر، أي أن المسخور منه يظهر في هيئة لا تتناسب مع مخبره، أما في المطلب الثالث فتجلى النشاز بين المقام والمقال، إذ غدا القول مجرد ادعاء باطل يفضحه المقام الذي قيل فيه، وفي المطلب الرابع تمظهرت السخرية عن طريق قلب الموقف بشكل مفاجئ، ليتحول المدح أو الفخر إلى مجرد فخ يَستدرج به الساخر الضحية الغافلة عن حقائق الأمور. وأُنهي البحث بخاتمة أوجزت أبرز ما ورد فيه، وذيلت بعدد من التوصيات الـمُـنتظَرة لإثراء حقل دراسة الأدب السعودي الساخر.