تُعدُّ مؤسسة الأسرة من أبرز الأنساق الاجتماعية التي حظيت باهتمام واسع في علم الاجتماع، نظراً لدورها المحوري في تشكيل البنية المجتمعية والثقافية على مر العصور. من هنا، تنبع أهمية دراسة الأسرة من منظور الاتجاه البنائي الوظيفي، الذي يسعى إلى فهم كيفية تكيّف الأسرة مع التغيرات المجتمعية وماهية الأدوار التي تؤديها في الحفاظ على استقرار المجتمع وتماسكه. يتناول هذا المقال مفهوم الأسرة من زوايا متعددة، مستعرضا التعريفات التي قدمها أصحاب الاتجاه البنائي الوظيفي في علم الاجتماع، والتي تركز على البنية والوظيفة والعلاقات الداخلية للأسرة. كما يشرح المقال المراحل التي تمر بها الأسرة خلال دورة حياتها، والتغيرات التي تطرأ على العلاقات والأدوار داخلها في كل مرحلة. بعد ذلك، يستعرض المقال التحولات التي طرأت على الأسرة في ظل الاتجاه البنائي الوظيفي نتيجة التطورات الاجتماعية والاقتصادية، مثل الثورة الصناعية ودخول المرأة سوق العمل. يعدد المقال كذلك الوظائف الأساسية للأسرة في المجتمع كالإنجاب والتنشئة الاجتماعية والاستهلاك، مناقشا التحولات التي أثرت على هذه الوظائف وما قد يترتب على ذلك من تحديات تواجه الأسرة في أداء أدوارها التقليدية. من خلال هذا التحليل، يسعى المقال إلى تقديم فهم أعمق لدور الأسرة في المجتمع المعاصر وكيفية إسهام الاتجاه البنائي الوظيفي في تفسير التحديات التي تواجهها الأسرة في ظل التحولات المستمرة.