تمثل الهدف العام للدراسة الراهنة فى محاولة التعرف على التداعيات الإيجابية الناتجة عن بناء المدن الرقمية ، والتحديات والمخاطر المؤثرة على تحول المجتمعات الحضرية الجديدة إلى مدن رقمية فى جمهورية مصر العربية. واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفى التحليلى ومنهج المسح الاجتماعى بالعينة ، واستخدمت الدراسة أداة الاستبيان فى جمع البيانات الميدانية، وطبقت الدراسة على عينة عشوائية من القيادات الإدارية والعاملين بهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، وجهاز العاصمة الإدارية الجديدة. ومن أهم النتائج التى توصلت إليها الدراسة الراهنة: أن أهم التداعيات الإيجابية الناتجة عن بناء المدن الرقمية فى مصر وفقًا لرؤى عينة البحث تتمثل فى تحسين الخدمات المقدمة من الجهات الحكومية للمواطنين، وتسهيل عمليات الاتصال بين المواطنين ومؤسسات المجتمع العامة والخاصة والأمنية، بجانب سرعة الحصول على الخدمات الحكومية بأقل جهد ووقت وتكلفة. أما عن التحديات التى تعوق بناء المدن الرقمية فى مصر، فتتمثل أهم تحديات التقنية فى عدم توافر بنية تحتية رقمية تشمل المنازل وجميع المؤسسات العامة والخاصة والأمنية والطرق والخدمات فى مصر، وتعطل أنظمة الرقمنة المتاحة فى الدولة من أجهزة وشبكات، أما أهم التحديات التنظيمية تتمثل فى ضعف الميزانية المالية لتعميم التحول الرقمى فى جميع منازل ومؤسسات الدولة، ومشكلة ضعف النظام الأمني والقانون لحماية الأنظمة الرقمية من الاختراق والقرصنة، وتتمثل أهم التحديات البشرية فى ارتفاع معدلات الأمية التكنولوجية بين المواطنين، ومقاومة ثقافة التحديث والتحول الرقمى خوفًا على خصوصية البيانات والمعلومات. أما عن المخاطر التى سوف تنتج عن بناء المدن الرقمية، فتتمثل أهم المخاطر الاقتصادية فى اختفاء المهن والحرف التقليدية، وانعدام الأمن الوظيفى، وتتمثل أهم المخاطر الاجتماعية فى خطر تهميش الأفراد ذوى الأمية الابجدية والتكنولوجية من المواطنين والعاملين، والخوف من خطر انعدام الثقة الاجتماعية بين المواطنين والجهات الحكومية، أما أهم المخاطر النفسية تتمثل فى خطر انتشار العزلة الاجتماعية بين المواطنين، وخطر عدم الشعور بالأمان اتجاه التقنيات الحديثة، وتتمثل أهم المخاطر الأمنية فى خطر تعرض المعلومات الحيوية للدولة، وبيانات المؤسسات الأمنية لخطر الاختراق الرقمي، بالإضافة إلى خطر اختراق خصوصية المواطنين، وأخيرًا تتمثل أهم المخاطر التكنولوجية فى خطر تعرض الأنظمة والأجهزة والشبكات الرقمية فى المنازل والمدارس والمؤسسات الحكومية للتعطل، بجانب تعقد الخدمات الالكترونية ورفض المواطن التعامل معها. أما عن أهم المقترحات المستقبلية التى ينبغى الاهتمام بتنفيذها لإنجاح مشروعات المدن الرقمية فى مصر، تتمثل فى تحول البنية التحتية التقليدية إلى بنية تحتية رقمية، وإعداد برامج تدريبية لجميع العاملين فى مؤسسات الدولة على مهارات الرقمنة واستخدام التقنيات الحديثة.