في مدينة صغيرة هادئة نسبيا في مصر، في حادث مروع خال من الإنسانية، طعنت نيرة أشرف، الطالبة في جامعة المنصورة، عدة مرات بلا رحمة حتى سقطت ميتة في وضح النهار أمام المئات. تحولت مدينة آمنة إلى مسرح جريمة في غمضة عين. كانت هذه الجريمة البشعة بمثابة فتح العين على العديد من المشاكل النفسية والاجتماعية التي لم يلاحظها أحد من قبل. الهدف من الدراسة الحالية هو فحص الاعترافات الذهانية الجنائية لمحمد عادل قاتل نيرة أشرف وتحليل سلوكه باستخدام تحليل خطاب التحييد. تتضمن هذه الدراسة تحليل اعترافاته من منظور لغوي. استندت الاعترافات إلى شهادته النهائية في المحكمة من مقطع فيديو على موقع يوتيوب قام بتحميله صحفي في القناة الرسمية لصحيفة المصري اليوم. يلعب خطاب التحييد دورا رئيسيا في تفسير سبب استمرار السلوك الإجرامي وتزايد انتشاره. تحتوي الاعترافات على مجموعة واسعة من استراتيجيات خطاب التحييد. لذلك ، تقدم هذه الدراسة تحليلا يغطي منطقيا هذه الاستراتيجيات باستخدام كل من النهج الاستنتاجي والاستقرائي.
يستخدم إطار سايكس وماتزا (1957) لتحليل السمات اللغوية للمجرمين الإجراميين. وقد وجد أن المجرمين كانوا أكثر ميلا من أقرانهم لشرح وتبرير سلوكهم الإجرامي من الناحية السببية ، مع وجود قدر كبير نسبيا من أدوات الربط الثانوية ، مما يعني ضمنا المزيد من ادعاءات السبب والنتيجة. أشار إطار التحليل هذا إلى أن المجرمين كانوا يميلون إلى النظر إلى الجريمة كنتيجة حتمية لخطة.