يعالج هذا البحث موضوع المعرفة في السيرة الذاتية للناقد العربي المصري المعاصر عبد الحميد إبراهيم (1935-2013م)، وعنوانها "شواهد ومشاهد" من منطلق أن السيرة الذاتية لأديب مفكر تهتم بقضية المعرفة بوصفها المرتكز الذي تنطلق منه الذات المفكرة وتتطور من خلال تفاعلها الدائم مع العالم.
وينطلق البحث من فرضية أن سرد السيرة الذاتية هو خطاب يتضمن الرحلة المعرفية للذات صاحبة السيرة بخاصة الأدبية، ود. عبد الحميد إبراهيم أديب له أعمال قصصية فضلا عن مشروعه النقدي لذلك فإن سيرته الذاتية كتابة تتضمن خبرة جمالية وذهنية، فتضع الدراسة تجربة الحياة في دائرة التأمل ، وتطرح عدة أسئلة، كل سؤال منها يشكل محورًا بحثيًا في المعالجة.
وتتجه الدراسة للإفادة من إجراء تحليل الموضوع، وتبدأ باختيار القضية المحورية في سيرة الكاتب وهي موضوع المعرفة، وتناول قضية المعرفة قد وجه الدراسة لتفيد أيضا من الابستمولوجيا أو نظرية المعرفة، وتحافظ الدراسة على هويتها الأدبية النقدية من خلال الاهتمام بالشكل الأدبي وجماليات التشكيل وأسلوبية الصياغة دون الفصل بين الشكل والمضمون.