إن الغاية المرادة من هذه الدراسة مزدوجة، يتعامد فيها المفهوم النظري مع المقاربة التحليلية والممارسة النقدية للنصوص، بغية اختبار النظري وفاعلياته على مرأى ومسمع من النصوص عينها؛ ليتنزل المعطي النقدي مع المعطى الإبداعي في سؤال معرفيٍّ نظنه على درجة من المعقولية في الانسجام والتفاعل والتجدد. ويقود هذه الدراسة حدس علمي بتميز القصص القصيرة جدا في مجموعة (ظلال العزلة) لعزيزة الطائي، بنوع من التنوع في محتوياتها وتوجهاتها، مما يجعل متخيلات النصوص تتعامد مع فضاءات متباينة، ومرجعيات مختلفة، وأن هذه المتخيلات القصصية تكتنز داخلها وفرة من طرق التعامد مع العالم المرجعي الذي تشير إليه. ولقد قادنا هذا الحدس العلمي إلى اتخاذ نظرية العوالم الممكنة واجراءاتها سندا نظريا في هذه الدراسة لبيان نجاعة النظري في الكشف عن تنوع تلك العوالم وممكناتها التأويلية. إن الخط الفلسفي الدقيق لهذه الدراسة يتمثل في قناعة جمالية راسخة بأن ممكنات السرد بشكل أو آخر هي إحدى ممكنات الواقع وأنه من الصعوبة بمكان الإقرار بسرديات منبتة الصلة عن العالم بمعناه الشامل