استهدفت الدراسة الكشف عن طبيعة العلاقة بين التصورات الثقافية للجسد والوصمة الاجتماعية للعقم، وقد أُسست الدراسة على تساؤلين رئيسين مؤداهما: ما ملامح التصورات الثقافية للجسد العقيم بمجتمع الدراسة؟ وما العلاقة بين تلك التصورات والوصمة الاجتماعية؟، واتخذت الدراسة من مقولات المدخل الثقافي لتصورات الجسد، ونظريتي الشبكات الاجتماعية، والوصمة الاجتماعية للجسد لإرفنج جوفمان- موجهًا نظريًا، واعتمدت منهجيًا على طرائق المسح الاجتماعي بالعينة والمنهج الإثنوجرافي والمقارنة، وأجريت الدراسة في (7) قرى تمثل المجتمع الريفي، وقام الباحث باستيفاء استبيان غير مقنن حول التصورات الثقافية للجسد على عينة عشوائية مساحية من الآباء والأمهات؛ قوامها (650) مفردة، ودليل للاستجوابات الإثنوجرافية والملاحظة العلمية على عينة عمدية من الأزواج والزوجات العقماء؛ قوامها (13) حالة، وكشفت النتائج العامة عن وجود العديد من القيم والمعتقدات والمأثورات الثقافية لدى الآباء والأمهات، والتي تصف بنية الجسد العقيم كجسد غير مكتمل تتحقق مثاليته بالإنجاب؛ لما تسببه تصورات مرض العقم من تأثيرات في هوية الجسد الذكورية والأنثوية، والأدوار الأبوية والأمومية المتوقعة، فضلًا عن وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين النوع الاجتماعي لصالح الذكور؛ سواء في رفض الجسد العقيم، أو تدعيم القيم المشجعة للإنجاب، كما أبانت التحليلات الكثير من الملامح التي تؤكد وصم الجسد العقيم؛ في ظل القيم والمعتقدات والمأثورات الموجهة للجسد، وهو ما أدى إلى تحقق الشعور بالوصمة لدى حالات الدراسة؛ من خلال الحساسية الناجمة عن الضغوط الاجتماعية، والقلق المفرط المصحوب بالعصبية الناتجة عن صراع الجسد مع التصورات الثقافية بالمحيط الاجتماعي، والعزلة الاجتماعية، وتضارب مشاعر الحزن مع مشاعر الأمل، وقد كانت جميعها أكثر وضوحًا لدى الزوجات مقارنة بالأزواج.