يتمتع التراث بقيمة تاريخية وعلمية وفنية كبيرة، لهذا فقد حظي التراث بقيمة مادية عالية، ويعتبر التراث من المقومات الأساسية لكل دولة لذا فان أي خسارة لهذا التراث او لجزء منه يعد فقدان لقيمة لا تعوض ومحو لبعض صفحات التاريخ وذاكرة الشعوب، لذا فان المحافظة على التراث أمر في غاية الأهمية للمحافظة على التاريخ ونقل وقائعه بصورة صحيحة. ^(١)

وقد تناول البحث بالدراسة منطقة مقابر صحراء المماليك لما تحتويه من آثار مهمة وتراث عريق يمتد لمئات السنين، يتمثل في مباني مدارس وخانقاوات وأسبلة وأضرحة وقباب، كما يحوي مقابر للعديد من مشاهير العلم والفن والادب، ممن أثروا في المجتمع في حياتهم وما زال أثرهم باقي رغم رحليهم، كما تناول البحث آثار التدمير لتلك المباني التراثية بسبب شق محاور مرورية من خلالها بغرض التنمية، مما أدي الى تشوه النسيج العمراني للمكان، وكذلك خسارة العديد من المباني التراثية الهامة والتي طالتها معاول الهدم تحت مسمي الخلاف بين ماهية الأثر وماهية التراث.
وكذلك تم طرح الأسلوب العلمي للتعامل مع مثل هذه المناطق التراثية ذات الأهمية العالمية، بغرض تحقيق برامج الاستدامة مع الأخذ في الاعتبار تنمية هذه المناطق والحفاظ على قيمتها التاريخية، وكيفية تعظيم سبل الاستفادة منها، وفي الوقت ذاته المحافظة عليها.
يتعرض التراث الحضاري المعماري للعديد من المؤثرات الخارجية الإيجابية التي تعطي له القيمة، والسلبية المسببة للتلف، فكان لابد من التعامل مع تلك المؤثرات على كافة المستويات الرسمية وغير الرسمية من خلال فعل مزدوج يتضمن صيانة ذلك التراث وحمايته والاستفادة منه وتوظيفه ليعمل كأداة فعالة في التطور والإبداع المعماري والعمران.