في السنوات الأخيرة تم وضع العديد من الحلول التفاعلية القادرة على تكيف المبنى والاستجابة لمتغيرات البيئية الخارجية والاحتياجات الإنسانية المتغيرة ثم العودة إلى الوضع الطبيعي للمبنى عند انتهاء المؤثر دون حدوث أي تشوه في العنصر المتفاعل، وقد حفزت هذه الحلول مهندسي العمارة للاستفادة منها لخلق عمارة جديدة تفاعلية قادرة على تلبية احتياجات الانسان ومتطلباته ورغباته بدلاً من العمارة الساكنة، وتلك الاحتياجات منها ما هو فطري ومنها ما هو مكتسب، منها ما هو ثابت أو متغير، وإشباع تلك الحاجات هو ما يشعر الإنسان بالراحة والرضا، وجميعها يؤثر بشكل مباشر على العمارة، وهذا ما يغير شكلها من مجتمع لآخر ومن وقت لآخر في نفس المجتمع ، لذلك ظهر الدافع الأساسي نحو ظهور العمارة المتحركة التى تحقق تلك الإحتياجات الإنسانية المختلفة والمتغيرة.
وقد تم عرض تقديم عن العمارة الحركية والاحتياجات الانسانية وتصنيفها بناءً على تأثرها بالعمارة الحركية، ثم عرض العلاقة بين العمارة الحركية والاحتياجات الانسانية المتغيرة المادية (الراحة الحرارية- التفاعل مع تغيير مستوى الرطوبة- تحقيق الاظلال- تحقيق التهوية (الهواء النظيف) - الحماية من الرياح والعواصف- الراحة البصرية- الراحة الصوتية- امكانية تغيير الوظيفة- توليد وتوفير الطاقة- حسن ادارة المياة.)، والغير مادية(توفير الإطلالة الخارجية - تحقيق عنصر الجمال- تحقيق الخصوصية والاحتواء- تحقيق الأمان - التأكيد على الجانب النفسي والاجتماعي- التأكيد على الانتماء والهوية)، ثم التطرق إلى دراسة تحليلة لبعض النماذج للعمارة الحركية ومنها تم الوصول إلى معايير تصميمية للعمارة الحركية، وينتهي البحث بالدراسة التطبيقية بعمل إستبيان عن هذه المعايير بهدف الإستفادة من مشاركة آراء بعض الخبراء فى المجال الأكاديمي لنظريات العمارة (الهندسة المعمارية ) والتوصل من خلاله إلي مسطرة قياس لتصميم وتقييم المباني الحركية.