لم يعد تعاطي المخدرات قاصراً: على الشم، أو الحقن، أو التدخين فقط، بل تخطى ذلك كله، وظهرت أنواع أخرى للتعاطي عن طرق السمع، وهي: ما يعرف بالمخدرات الإلكترونية التي تعطي تأثيراً على دماغ وجسم المتعاطي يضاهي ويحاكي تأثر المخدرات التقليدية.     فهي وبحق جريمة معلوماتية جديدة، ومرض من أمراض العصر المستعصية صممها مجرمو الفضـاء الإلكترونـي من مؤثر صوتي يسمى طنين الأذن، وهندسوها على غرار المخدرات التقليدية، وتم التلاعب بها تقنياً؛ بحيث تؤثر على أفكار ومزاج وأحاسيس المستمع لها بما يغير نمط سلوكه وطريقة تفكيره، وقد أثبتت التجارب والتقارير العلمية التي أجراها أهل التخصص والخبرة أنها تسبب ضررًا سمعيًا ونفسيًا وروحيًا وجسديًا على من يتعاطها، وكذلك على أسرته ومجتمعه .     لهذا كان لشریعتنا الإسلامية السبق في تجريم كل ما یمس: الدین، والنفس، والعقل، والعرض، والمال، ولذا شرّعت ما يحفظها حمایة، ورعاية. أما الحمایة: فهي الإبعاد والوقاية عن الضرر والأذى. وأما الرعایة: فهي السعي لتحقیق الغایة، وهى عبادة الله عز وجل المرجوة، التي تناط بالعقل. ومن هنا كانت المحافظة علي العقل مقصداً ضرورياً؛ لأن الدين من غیر عقل لیس له معنى، والنفس من غیر عقل حركة فوضویة، والنسل بدون عقل نزوه، والمال بدون عقل فساد ودمار.     والناظر لآثار المخدرات الإلكترونية یراها تشكل خطراً واضحاً على المتعاطي وأسرته وكذلك المجتمع .     من هنا أردت إماطة اللثام وكشف الغمام عن حقيقة المخدرات الإلكترونية وأثر تعاطيها على الفرد والمجتمع. من خلال هذا البحث حيث تعرضت فيه لنشأة المخدرات الإلكترونية، وأسبابها، وأنواعها، وكيفية تعاطيها, والآثار المترتبة على تعاطيها، ثم أبرزت الحكم الشرعي لتعاطيها، ثم بينت دور الأسرة، والمجتمع، والمؤسسات الحكومية في الوقاية منها، ثم وضحت كيف تصدت الشريعة الإسلامية للوقاية منها .