يهدف البحث في محتواه إلى تناول أحاديث الشعراء عن أقرانهم                        الشعراء، وبيان ما تضمنته تلك الأحاديث من موضوعات وأفكار، وما حملته            من شحنات شعورية وعاطفية ونفسية تعبر عن مدى ارتباطهم القوي                                 والفاعل بغيرهم من الشعراء، انطلاقاً من رؤاهم الذاتية المؤطرة لتلك                    الموضوعات والأفكار، محاولًا الوقوف على فاعلية رؤاهم الذاتية في رسم                      معالم تلك الأحاديث المضمونية وتشكيلاتها الفنية، ومدى قدرتها على تحقيق            الأثر المرجو من الإبداع الشعري.      وقد اتبعت في هذا البحث منهجًا وصفيًّا فنيًّا تحليليًّا ينهض على وصف الأفكار                في أحاديث الشعراء وصفاً واقعياً، ثم يحللها تحليلًا فنيًّا كاشفًا عن القوانين المنظمة             لتلك الأفكار وملامح بنائها الداخلي والخارجي، وفاعليتها وقدرتها في تحقيق الجذب والتأثير المستهدف في المتلقي.      وقد قسمت البحث إلى فصلين يسبقهما مقدمة تحدثت فيها عن التعريف بموضوع البحث، وأسباب اختياره، والدراسات السابقة والمنهج المتبع فيه. ثم تمهيد تحدثت فيه عن علاقة الأنا بالآخر، ثمّ مفهوم الرؤية والذاتية، وفي       الفصل الأول تحدثت عن أهم الموضوعات التي تضمنتها أحاديث الشعراء، والمتمثلة في حديث الشكوى، وحديث الفقد والحرمان، وحديث التكريم                 والتهنئة، وحديث الدعابة والسخرية، وفي الفصل الثاني تحدثت عن أهم      الأساليب والآليات الفنية التي اعتمد عليها الشعراء في بناء أحاديثهم، من خلال الألفاظ والأساليب، والصورة الفنية، والإيقاع الشعري، ثمّ جاءت الخاتمة وفيها تناولت أهم النتائج البارزة في دقة الرؤية الشعرية وقوتها واتساع أفقها التشكيلي، وفي تطور الذاتية وانفلاتها من التقوقع حول شخص الشاعر المبدع إلى الذاتية الإنسانية الشاملة المنفعلة بقضايا المجتمع وهموم أفراده، وفي مرونة الذاتية وفاعليتها في التشكل وفقاً لما تقتضيه الرؤية والمقام التعبيري، والتي كشفت عن نمط شعري بديع، برزت فيه عبقرية الشعراء في الحديث عن قضايا أقرانهم من الشعراء، انطلاقًا من موهبتهم وقدرتهم الشعرية، التي أكدت امتلاكهم ثروة تقنية فنية بديعة قادرة على تقديم ما يستجد في أنماط الشعر بقوة وفاعلية.