رواية السكرية هي الجزء الثالث من ثلاثية الأديب المصري نجيب محفوظ (بين القصرين – قصر الشوق – السكرية) ويلعب الزمن فيها دور البطولة، حيث تمثل هذه الرواية النتيجة والنهاية التي وصلت لها أسرة الثلاثية، خلال تدرجها وتطورها من القوة الى الضعف، ومن الفرح إلى الحزن، ومن جمع المال إلى معالجة الأمراض.  والأطوار التي تمر بها الرواية تتشابه مع الأطوار التي مر بها الواقع المصري، فلما كانت مصر تحاول أن تنهض، وتستجمع قوتها، وتعمل على رد العدو كانت أسرة الرواية في عنفوانها وأشد مظاهر قوتها، وعلى النقيض من ذلك لما تمكن العدو من البلاد، ضعفت أسرة الرواية وأصابها الكآبة والحزن والمرض. ونظرا لما تحمله هذه الرواية من مضامين فنية غنية بالدلالات، وتكنيكات فنية مكتنزة الصياغة، آثرت أن أطوف ببحثي هذا في دراسة أنماط وأساليب السرد في هذه الرواية، فجاء عنوان البحث:" أساليب السرد في رواية السكرية لنجيب محفوظ دراسة نقدية" متبعا في ذلك خطوات المنهج الوصفي بإجراءاته القائمة علي الوصف والتحليل، وقد جاء البحث في مقدمة، وفيها تحدثت عن: أهمية الموضوع ودوافع اختياره، والإشكاليات التي يطرحها، والدراسات السابقة، وخطته وطريقة عرضه، أما التمهيد فعنوانه “السرد مفهومه وأهميته وأنماطه الأدبية “ ثم جاء المبحث الأول متناولا أنماط السرد الذاتي في السكرية، ثم جاء المبحث الثاني متناولا السرد الحواري في الرواية، وأخيرا الخاتمة وضمنتها أهم النتائج التي توصلت إليها.