هذا البحثُ دراسةٌ عن صورة البكاء في الشعر العربي، وعنوانه: صُورةُ البكاءِ في قصيدة: "قَذًى بعَيِنكِ" للخنساء في رثاء صخر أنموذجًا، ولهذا الموضوعِ أهميةٌ كبيرةٌ؛ إذْ إنَّه يتعلَّقُ بالشعر الذي هو ديوانُ العربِ وخلاصةُ تجاربهم، ومصدرٌ لتدوين معارفهم المختلفة، وله دورٌ كبيرٌ في حفظ اللغة؛ فهو وعاءُ اللغةِ ومستودعُها؛ ولذا فهو مادةٌ أساسيةٌ لاستنباط قواعد اللغة، وتنمية الملكة البلاغية، وتفصيح اللسان، وتسعى هذه الدراسةُ إلى الكشف عن خصائص الصُّورة الحسية والذهنية، والتعرُّف على مضامينهما ورصد العلاقات من خلال معانيهما، وقد آثرتُ أن أعتمدَ على المنهج الإنشائي في هذه الدراسة ؛ لما يُقدِّمُه من أدواتٍ تمكنُ الباحثَ من وصف النص الأدبي، والتمييز بين مستويات المعنى، وما ينشأُ بينها من علاقاتٍ، هذا، وقد توصَّلت الدراسةُ إلى العديد من النتائج، جاء من أهمها: أنَّ الصُّورةَ  الحسيةَ كشفتْ عن عدَّة أساليبَ في القصيدة للتنفيس عن حزنها، كما كشفتْ عن فخر الشاعرة بأخيها من خلال إشادتها بالكثير من صفاته لتجسيد الصُّورة الحسية، وتمثَّلت الصُّورةُ  الذهنية من خلال الشكوى من الدهر والرضا عنه أحيانًا. This study seeks to reveal the characteristics of sensory and mental images, identify their contents, and monitor relationships through their meanings. I chose to rely on the structural approach in this study; Because of the tools it provides that enable the researcher to describe the literary text, distinguish between levels of meaning, and the relationships that arise between them. The study reached many results, the most important of which are:  The sensual image revealed several methods in the poem to vent her sadness, and the poet's pride in her brother through her praise of many of his qualities to embody the sensual image, and the mental image was represented by complaining about time and sometimes being satisfied with it.