يعـرضُ هـــذا الــبـحــثُ لِــعــارضٍ منَ العَـوارضِ التي تَــعْـــتَــوِرُ الأبـنِـيـةَ الــنّحـويّــةَ، والــتّــراكـيـبَ الــلّغـويّــةَ؛ وذلكمُ العارِضُ هــو(الـفَـصْـلُ) الــذي احـتــــلّ مِساحةً واسِعةً منَ الــدّرسِ والــتّحــلــيــلِ والــتّـــفــكــيــرِ لَـــدى الــنّحـويّــيــنَ الــقُــدامَى والــلّغــويّــيــنَ الـمُحـدَثـيـنَ. وتكمنُ أهــمّـيّـةُ الـدّراسةِ في أنّ شِعــرَ محـمّــد فـــريــد العــدنانيّ خَــرَجَ مِن رَحِــمِ الـمعـانـاةِ، وآلامِ الـمَخاضِ؛ فـشِعــرُهُ وُلِــــدَ في خِــضَـمّ سَـلْــبِ الـبلادِ، وتَـشريــدِ العــبـادِ، وأقــصِدُ بـذلـكَ: أوّلًا: الانــتـدابَ الــبـريطانيَّ لِــفــلسطــيــنَ. ثــانــيًــا: الاحـتلالَ الإسرائـيليَّ الــذي ما زالَ جاثِــمًا عـلى صَدرِ الشّعــبِ الــفــلسطـيـنيّ إلى الآن، يَــتـجـرّعُ عَـــلــقــمَ الاحـتلالِ وقَساوَتَــهُ وبَـطشَهُ وجَـبـروتَـــهُ؛ لِــــذا جاءَتْ هــــذِهِ الــدّراسةُ لإماطةِ الــلّـثــامِ عَــن شاعــرٍ حَــمَــلَ هُـمومَ شَعــبِـهِ وآلامَهُ ومعـانــاتِــهِ مِن جِـهــةٍ، ومِـن جِـهــةٍ أخـرى الـــوقـوفُ عـلى شِعـــرِهِ الــذي جـارَى بِــهِ السّابــقــيـنَ في أسلــــوبِـــهِـــم، وحاكَى بِـهِ الــنّحــويّــيـنَ والــلّغــويّــيـنَ في قـــواعـــــدِهِـــم. وتهدفُ الــدّراسةُ إلى استجلاءِ الــظِّلالِ الــدّلالـيّـةِ، والـمَـعـاني الـبلاغــيّـةِ الـكامنةِ في الــفَـصْـلِ؛ لأنّـــهُ يُـضْـفي عــلى الأبــنــيــةِ والـــتّـــراكــيـبِ آفـاقًــا منَ الـــدّلالاتِ والـمعاني، كالــتّـعــظــيــمِ، والـــدّعـاءِ، وزيادةِ الــتّـوكــيـــدِ والـــتّــــقــريــرِ، والاستــعــــطافِ، والــتّهــويــلِ، والعــنـايــةِ والاهــتمـامِ، وغـــيـرِ ذلكَ. وتهدفُ الــدّراسةُ أيضًا إلى بَـــيـانِ أنــماطِ الــفَـصْـلِ في شِعــرِ الــعـــدنـانيّ، وبَــيـانِ قِـــيــمـتِـهـا الـــدّلالــيّـةِ، إضافةً إلى بَــيـانِ أكـــثـــرِ الأنـماطِ استـخـدامًـا وشُيــوعًـا في شِعــرِهِ. ومنَ الــنّــتــائجِ التي كَـشفَــتْ عَــنها الـدّراسةُ: احــتــلَّ الــفَــصْـلُ في شِعــرِ العـــدنــانيّ ـــــ بــأنـماطِـهِ الـمخــتــلـــفـةِ ـــــ مِساحةً كـبــيـرةً، وهــذا يُــؤكّــدُ
أنّ الـــفَــصْـلَ ـــــ عِــــنــدَهُ ـــــ ظاهِــرةٌ كـثــيــرةُ الـــدّورانِ والشّيـوعِ. ونَـــلْـحَــظُ في شِعــرِهِ أيضًا الإطالـةَ والامــتـــدادَ بِــالـــفَــصْــلِ ـــــ عـــلى وجهِ الخُصوصِ ـــــ في مَوضِعِ الألـــمِ والحــزنِ والــرّثــاءِ؛ لأنّ العـــدنــانيّ يَـــنْـــقُــــلُ إلـــيْـــنـا تَـجـــرِبــةً شِعــريّــةً صادِقــةً، عــاشَها وشَعــبَـهُ، وما زالـــوا يَـــتَــجَــرّعــــونَ مَـرارتَها، حــيــثُ تَـــتـــمـــثّـــــلُ هــــذهِ الــتّجــرِبــةُ في ضَياعِ وَطَـنٍ، هــــوَ (فِــــلسطــيــنُ). وتـــوصي الــدّراسةُ بِـضرورةٍ إجـــراءِ الـمــزيـــدِ منَ الــبُحــوثِ والـــدّراساتِ حـــولَ الـــفَـصْـــلِ بِــأنــماطـهِ؛ لاسْـتِـــكـــنـاهِ ظِلالِــهِ الـــدّلالــيّـةِ، إضافــةً إلى بَــــيــانِ أيّ الأنــمـاطِ الأكـــثـــرِ استــخـــدامًــا وتَـــــداولًا، ولِـــمـاذا؟ .
This study showcases one of the exceptions that is successive in syntactic and linguistic structures, that is, (syntactic separation), which has been prominent in the education, analysis and reflections of traditional grammarians and modern linguists. This study is significant because the poetry of Muḥammad Fareed Al-ʻAdnānī is the result of a long suffering. His poetry was born during land plunder and displacement of people; I refer to, first: the British mandate on Palestine and, second: the Israeli occupation which is still encumbering the Palestinian people, who are still suffering the despotism, cruelty, oppression and tyranny hitherto. This study is to uncover a poet who represented the afflictions, agonies and suffering of his people, on one hand and wrote poetry which resembled the traditionalists in style and imitated grammarians and linguists in grammar, on the other. This study aims to explain semantic ambiguity and rhetoric devices in syntactic separation, for they add to the connotation and denotation, for example, exaggeration, invocation, intensified emphasis and narration, propitiation, hyperbole, expressions of thoroughness and endearment etc. of linguistic structures. Furthermore, it aims to elucidate the patterns of syntactic separation, their semantic connotation, as well as, the most commonly used patterns in Al-ʻAdnānī's poetry. Some of the results of this study are: syntactic separation, including its patterns, predominated Al-ʻAdnānī's poetry, which emphasises that syntactic separation, in his works, is a phenomenon commonly adopted and omnipresent. We also observe prolongation and amplification in syntactic separation, particularly describing pain, lament and elegy, because Al-ʻAdnānī conveys a true poetic experience that he and his people lived and are still suffering. It is an experience of a homeland lost, called Palestine. The study recommends conducting more research about syntactic separation and its patterns to thoroughly understand its semantic ambiguity and identify what patterns are most commonly used and why.