يعتبر الذكاء الاصطناعي العمود الفقري للثورة الصناعية الرابعة ونقطة التحول في هذا العصر كما أنه يشكل رؤية المملكة 2030 نظرا لما يحمله من وجوه نفع كثيرة ومتعددة لكن يأتي في مقابلها انحرافات في التطبيق سواء المقصودة منها أو غير مقصودة ذلك أن الإنسان في تقدمه العلمي لم يحسب حساب للأخلاق ولا للمثل العليا ولذلك خلت كثير من هذه التطبيقات من النفع المشروع ولهذا وجب على العلماء مجابهة ما يخلفه الذكاء الاصطناعي من انتهاكات تمس القيم الدينية وتعتبر المنظومة المقاصدية وقواعد الفكر الأصولي العمدة الأساسية للمجتهد المعاصر إزاء تلك التحديات من خلال الاستنباط القائم على سبر المآلات وامتحان الذرائع ويعتبر مطلب الصحة العامة حقا من الحقوق المشروعة التي كفلها الإسلام وكفلتها القوانين الوضعية ويعتبر موضوع الجينوم البشري من الموضوعات الطبية المعاصرة والتي تتصل بالإنسان اتصالا مباشرا وتمثل تكنولوجيا الجسد أو القضايا البيو أخلاقية تحديات كبيرة حقيقية ومتوقعة وتحاول هذه الدراسة وضع المعايير الشرعية والتنظيمية باعتبارها المقوم المركزي والمسلك الآمن الذي يساعد في إقامة التوازن بين القيم الأخلاقية والتطورات العلمية لدفع المآزق القيمية الناتجة عن استخدام تلك التقنيات بعيدا عن الدين.