اهتمت الدولة المصرية في القرن التاسع عشر الميلادي بتنظيم شؤونها الداخلية والولايات التي تحت إدارتها وخاصة السودان، وعملت على إدخال وسائل الاتصالات الحديثة إليها لمتابعة شؤونها، ومن تلك الوسائل كان "التلغراف "، وقد ساعد ذلك على تذليل الصعاب في متابعة شؤون المحافظات والمديريات بمصر والسودان، وسرعة إيصال التعليمات والأوامر والقرارات الصادرة منها إلى الجهات التابعة لها. وتهدف الدراسة إلى تحديد مفاتيح لفك شفرات التلغرافات الواردة بسجلات صادر ديوان جلالة الملك والتي تمثل منتجًا وثائقيًّا يعكس نشاطه وتحديد الفترة الزمنية لكل شفرة من الشفرات المستخدمة والجهة التي تستخدمها، والهيئة المسئولة عن إصدار الشفرات المستخدمة بكل جهة من الجهات المصرية والسودانية. واستخدمت الدراسة المنهج الوثائقي تحليلاً وتركيبًا من خلال دراسة شفرات التلغرافات وتحليلها، لاستخلاص مفاتيح شفرات التلغرافات المدونة بسجلات الدراسة في الفترة من2رجب 1283ه ( 9 نوفمبر 1866م) إلى 28 جمادى الآخرة 1296 ه (18 يونية 1879 م. ووضع جداول لمفاتيح شفرات التلغرافات الصادرة من الإدارة المصرية إلى مديري المديريات والجهات الحكومية بالقطر المصري والسودان.وقد توصلت الدراسة إلى عدد من النتائج تمثلت في أنه توجد ألاف من وثائق التلغرافات المشفرة المدونة بسجلات ديوان جلالة الملك وغيرها لم تتعرض لها الدراسات التاريخية أو الوثائقية من قريب أو بعيد لعدم معرفة مفاتيح شفراتها. كما توصلت الدراسة إلى أنه كانت تدون التلغرافات المشفرة مع التلغرافات العادية في نفس السجلات وكانت ترقم التلغرافات أي كان نوعها حسب تاريخ صدورها، مع التوصل إلى عدد من مفاتيح شفرات التلغرافات الخاصة بمحافظات ومديريات مصر والسودان خلال فترة الدراسة من خلال تتبع مفاتيح الشفرات المدونة بسجلات صادر ديوان جلالة الملك بوحدة عابدين المحفوظة في دار الوثائق القومية المصرية.