تناول البحث التناسب البلاغي في سورة القيامة وأثره في المعاني، والتناسب يظهر وجها من أوجه الإعجاز القرآني في تآلف ألفاظه، وترتيب نظمه، ويبين الترابط والتناسق بين آياته وسوره، ومن هنا تأتي أهمية الدراسة في هذا الموضوع؛ حيث جاءت كل سورة وآياتها في أدق ترتيب وأحكم تنسيق؛ إذ لا يمكن تغيير الترتيب بين السور والآيات، فكل سورة وضعت في مكانها متلائمة مع السورة التي قبلها والتي بعدها، وكما جاءت كل آية متناسبة مع ما قبلها وما بعدها؛ ولذا فإن أي تغيير ينقض البناء، وقد اعتمدت في دراستي على المنهج التحليلي البلاغي للسورة؛ لأن هذا المنهج سيعينني على تفصيل القول في كل أنواع التناسب فيها، وتوظيف ما اعتمده النص القرآني من فنون القول وأساليب النظم، وفي نهاية الدراسة ظهر كيف تحققت كل وجوه التناسب في سورة القيامة وتعددت مظاهره؛ حيث ظهر التناسب بين السورة واسمها، ومطلعها ومقصدها وخاتمتها، وبينها وبين سابقتها ولا حقتها، كما تحقق التناسب في البناء التركيبي للآيات، وبين آيات السورة وفاصلتها.