يتناول هذا البحث عرض قضية من قضايا النحو العربي، وما أدلى به النحاة و اللغويون حولها، عرضا و شرحا و تطبيقا، وهي قضية الاشتغال، التي تعد نموذجا لما اجتهد فيه النحاة العرب، فحددوا أبعادها و فروعها؛ بغية الاستقرار على ضبط قاعدتها العامة، وما يعدل عنها من مخالفة، وتوجيه الآراء وفق توجه النحوي و مدرسته. فلقد توصل النحاة إلى القواعد النحوية المعروفة و وضعوها بمنهجيةٍ مرتبةٍ في كتبِ النحو، التي عكفوا عليها بالدراسة عن طريق السماع من العرب والقياس على كلامهم، حتى ظهرت القواعد على أكمل وجه، و ما خالف السماع وضعوا له قياسا و عللا أو أوَّلوه. و لقد كانت ظاهرة الاشتغال من المسائل النحوية الخاصة، التي تحمل خلافا بين النحاة - أنفسهم- و حول وظائف بعض العوامل و تأثيرها في بعض، و حملت – كذلك- خاصية الترتيب النحوي بين الوحدات أثرها البين في تحديد وظيفة العنصر النحوي و أحواله، و كذلك حملت هذه التغيرات دلالات خاصة، على أثر السياق النحوي. كل ذلك كان دافعا للنظر في هذه الظاهرة من هذا المرتكز الدلالي النحوي لهذه الظاهرة، تجاوزا للنظرة التقليدية لظاهرة تنازع عنصرين على عامل نحوي، كل له أحقيته، فجاء العنوان المقترح؛ تحقيقا لتلك الرؤية: "ظاهرة الاشتغال في النحو العربي بين الدلالة و التوجيه، استقراء و تحليل". و اشتمل البحث على مقدمةٍ  للبحث، تشتمل على أهمية المشروع البحثي، والهدف منها، والمنهج المتبع فيه، ثم هيكل البحث والتعريف بعدد مباحثه. أما المبحث الأول، تناولت فيه مفهوم الاشتغال أركانه. أما المبحث الثاني فركز على توجية ظاهرة و الدلالات النحوية لها. ثمَّ ختمتُ الدراسة بأهم النتائج والتوصيات المقترحة.