حاولت الوقوف في هذا البحث الذي خصصته لدراسة (حجاجية الخطاب الشعري عند البحتري قصيدة وصف الذئب أنموذجا)، على مفهوم الحجاج لغة واصطلاحا، ثم قدمت نبذة مختصرة عن الشاعر وحياته، تعدُّ قصيدة وصف الذئب للبحتري ذات وظيفة حجاجية، فهو نص ذو تعالق اجتماعي، يصور الشاعر من خلاله تجربة عميقة في نفس الشاعر، تجربة حاكها التأزم ونسجها التوتر، وقد نقلها لنا الشاعر عبر الآليات الحجاجية مما جعل المتلقي ينتقل من فعل القراءة إلى فعل المشاهدة، مما جعلنا أن نقول: إن القصيدة تمثل صراعًا كبيرًا بين الشاعر وبين جميع فئات المجتمع، فلذلك استدعى الشاعر الكثير من الحجج ليعبر عن الظلم الذي يعانيه من الأقارب وجميع شرائح المجتمع، فنجده استعمل الذئب رمزا ليعبر عن ذلك، فلجأ إلى لغة الإيحاء والرمز بدلا من التصريح المباشر. فقد وظف البحتري داخل هذه القصيدة عدة تقنيات حجاجية، منها: الحجج شبه المنطقية، وذلك عن طريق الحجج التي تعتمد على البنى المنطقية الشائعة، والحجج التي تعتمد على العلاقات الرياضية، ومنها ما هو يعتمد على الحجج المؤسسة على بنية الواقع، وذلك بواسطة حجة الغائية وحجة الذات أو الشخص وأعماله، ومنها ما يعتمد على الحجج المؤسسة لبنية الواقع بواسطة الحالات الخاصة، أو بواسطة الاستدلال سواء أكان بواسطة التمثيل أو الاستعارة، وقد استخدم البحتري في قصيدته (وصف الذئب) هذه النوع من الحجج أكثر من غيرها لكي يحقق الربط بين الخطاب والواقع.