يعد التحفيز من أهم آليات التحليل التي وظفها النقاد والأدباء في دراسة النصوص السردية بشكل خاص، إذ يمكنها استنطاق أبعاد النص ودلالاته من خلال أنماط متعددة، تمت الاستعانة ببعضها في دراسة رواية (ليلة القدر) للطاهر بن جلون، وقد اتبع البحث المنهج الشكلي للوقوف على أبرز المضامين والدلالات التي تجلت في الرواية، وقد جاء البحث في مقدمة، ومدخل فيه تعريف بأقطاب البحث وطبيعة الرواية، وكانت الحوافز التي تم تطبيقها على النص الروائي هي: التحفيز السياقي البنائي، وتحفيز الدلالة والموضوعية، وتوصل البحث إلى نتائج من أبرزها: أن أعمق أنواع التحفيز ظهورا في النص هو تحفيز الحدث الذي يمثل مسلكا رئيسا في السياق البنائي، وتحفيز الدلالة الموضوعية، أما التحفيز الإيجابي والتحفيز السلبي في انتمائهما للسياق البنائي، فتختلف نسبة حضورهما في النص تبعا للرؤية التي يطرحها، فنجد التشكيل الإيجابي تعلو درجته قليلا عن التحفيز السلبي، وهذا يتناسب مع النسيج السردي تحت مفهوم تيار الوعي الذي يعمق مفهوم النوعين، ولا يتعارض مع حضورهما متساويين أو بزيادة أحدهما على الاخر في النص وتوجهاته. وأيضا يظهر دور التحفيز الروائي في رصد الطقوس التراثية العربية والعالمية في الروايات من خلال تحفيز الدلالة والموضوعية، مع الإشارة إلى المضامين العميقة التي يمكن أن تُستجلى من عتبة النص والمسميات الواردة فيه، ولا يخفى أهمية بقية أنماط التحفيز وفاعليتها في قراءة واستنطاق النصوص الروائية المختلفة.