الهدف الرئيسي من هذا البحث هو بيان مكانة الحافظ أبي جعفر الطحاوي في علم الجرح والتعديل رداً على اتهام البعض له بأن علم الحديث لم يكن من صنعته , وقد احتوى هذا البحث على مبحثين وخاتمة , ذكرت في المبحث الأول ترجمة موجزة له , وبيان مكانته عند علماء الجرح والتعديل , وتناولت في المبحث الثاني أقواله في الرجال جرحاً وتعديلاً مع مقارنتها بأقوال علماء الجرح والتعديل , وقد ظهر لي من خلال هذا البحث أن الإمام أبا جعفر الطحاوي كان دقيقاً معتدلاً في أحكامه على الرواة , كما ظهر لي من خلال هذا البحث أن جُلَّ ألفاظه في الجرح والتعديل لا تخرج عن مراتب الجرح والتعديل التي وضعها علماء الجرح والتعديل في المصنفات الحديثية , وهذا دليل على سعة علمه بالرواة, واعتماد الأئمة لقوله فيهم.
وكان من نتائج البحث ما يلي:
دقة أحكام الحافظ الطحاوي على الرجال جرحاً وتعديلاً , عدا مخالفته لجمهور النقاد في بعض أحكامه على بعض الرواة , وهذا أمر لا يسلم منه إمام من أئمة هذا الشأن.
عدد الرواة الذين عدلهم وجرحهم الحافظ الطحاوي بعد الاستقراء والتتبع مائة واثنان وعشرون راويا.
استخدام الحافظ الطحاوي رحمه الله لعبارات من المرتبة الأولى من مراتب التعديل عند الحافظ ابن حجر, التي تدل على المبالغة في التعديل , كقوله: فلان أثبت من فلان وأحفظ , أثبت الناس في فلان 00إلخ.
إطلاق الحافظ الطحاوي رحمه الله عبارة : ( محمود في روايته ) , أو: ( محمود الرواية ) على الثقة والصدوق
إطلاق الحافظ الطحاوي رحمه الله لفظ: ( ثبت ) على الصحابة والتابعين.
إطلاق الحافظ الطحاوي رحمه الله لفظ: ( حجة ) على الثقة والصدوق, وغير ذلك.