تتلخص هذه الدراسة في البحث عن البواعث التي دفعت الناشئة إلى فقدان الثقة بأنفسهم، حيث كانت البداية مع التدليل المفرط؛ مثل العطاء العشوائي للأبناء بلا ضابط ولا رابط، والخوف الزائد عليهم بدعوى حمايتهم، وتركهم بلا توجيه بدعوى صغر سنهم، وفي مقابل ذلك كانت القسوة الزائدة أيضا ضمن البواعث التي أدت إلى فقدان الناشئة الثقة بأنفسهم؛ مثل العنف البدني بمختلف صوره وأشكاله، والإرهاب النفسي الذي يتمثل في تخويف الأبناء بحكايات الأشباح، فضلا عن العصبية المفرطة والصراخ الدائم في وجوه الأطفال، وإقحامهم في الخلافات الأسرية بلا ذنب ولا جريرة، هذا إلى جانب التهديد اللفظي؛ بدءا من التحقير والإهانة، ومرورا بالتوبيخ الدائم، وانتهاء بالدعاء عليهم بالموت والهلاك، ثم اختتمت الدراسة مباحثها بإماطة اللثام عن مظاهر التهميش المتعمد من جانب الأسرة والمجتمع ضد الأبناء، والذي أثر بالطبع على تكوين شخصيتهم، هذا وقد اهتمت الدراسة فور كل باعث من البواعث المذكورة ببيان سبل الوقاية من أضراره ومخاطره.