القاعدة الدينية والأخلاقية وجهان لعملة واحدة، إذ يتكاملان معا ليكونان بناءً فكرياً متوازناً للإنسان يستطيع من خلاله أن يواجه مصاعب الحياة، ويمارس أدوات خلافة الله في أرضه. وهذا التكامل يستلزم أن تكون القاعدة الدينية داعية وداعمة لكل ما هو أخلاقي ونابذة لكل ما يثير الفتن وتعارض كل فعل شاذ وتهاجم كل أمر يعارض الفطرة السليمة. ومن المستغرب أن نجد حركات فكرية تستخدم الدين كغطاء لأفعالها الشاذة غير الأخلاقية، وعلى رأس تلك الحركات " النسوية"، التي تدعو لممارسة كل ما هو شاذ، ويعارض الفطرة السليمة. ولم تتوقف عند هذا الحد؛ بل تحاول أن تؤصل لهذه الممارسات باستخدام تأويلات وتفسيرات ضالة لنصوص الشريعة الإسلامية، في إطار حماية لا نهائية لمؤسسات دولية تتبنى أفكارها وتحمي مروجيها وتعاقب كل من يقف في وجهها. وحول الأساس الفكري للنسوية وأدواتها ومخاطرها في المجال الأخلاقي وموقف الإسلام منها تدور صفحات هذا البحث وموضوعاته. وتحقيقاً للهدف من هذا البحث ،فلقد قسمته الباحثة إلى مبحثين جاء احدهما بعنوان " مخاطر النسوية على الأخلاق الإسلامية" ، والآخر بعنوان " موقف الإنسان من دعاوى النسوية" ، ولقد ختمت الباحثة بحثها بخاتمة تضمنت أهم النتائج والتوصيات ثم قائمة المراجع.