يهدف البحث إلى التحدث عن اللزوم ، الذي هو امتناع الانفكاك بين شيئين ، ويقصد به الارتباط بين المعنى والموضوع ، وبين لوازم المعنى ، وأثر ذلك في إيصال المعنى كاملاً ، وهذا يكون عن طريق دلالة الالتزام أو اللزوم ، وأهم ما يميز القرآن الكريم ، أنه استعمل اللزوم في التواصل وإيصال المعنى التام والقصد الكامل ، وأثر ذلك في استيعاب النص القرآني لمتغيرات الزمان, ويهدف أيضًا : إلى محاولة الإشارة إلى بيان ما يحصل منه القطع واليقين بالمعنى الأخص، وهذا ما يظهر أهمية برهان التلازم الاستدلالية ، وكيف يعنينا في إثبات العقائد ، وكل ذلك عن طريق استخدام الأسلوب المنطقي البرهاني ، ومن هنا تبدو القيمة الكبرى لأهمية برهان التلازم وانحصاره في تحصيل اليقين بالمعنى الأخص في المسائل العقدية ؛ لأنه الأنسب للاعتقاد ، وعلى اعتباره أقوى الأقسام من حيث الدلالة والبرهان, ثم يهدف أيضًا إلى مواجهة المغالطات ، وتفنيد هذه المواقف والرد عليها من خلال المعايير المنطقية من أجل التوصل إلى أحكام مستقيمة تتفق مع العقول السليمة ، فلا يمكن أن يصل الإنسان بتفكيره إلى نتائج مستقيمة دون أن تتجمع لديه الأدلة والبراهين ، وعدم توافرها هو السبب في المغالطات الشائعة ، وقد أشار القرآن إلى أهمية المعرفة بالموضوع والعلم به قبل إبداء الرأي فيه في كثير من الآيات, وبهذا يعتبر البحث محاولة للكشف عن بعض جوانب الأغاليط التي من شأنها أن تطمس نور العقل ، وتحاول أن تزيغ به عن الحق واليقين ، والخروج به عن المبادئ الأساسية للتفكير ، مثل : الاتساق والترابط والمعقولية, وقد قمت بدراسة هذا الموضوع بالدراسة التحليلية النقدية المقارنة.