تتناول هذه الدراسة المصادر العربية في فكر وكتابات محمد بنيس، وهي تسعي إلى استجلاء أثر هذه المصادر في فكر ونقد بنّيس. وهو الأمر الذي يبرز أهمية الدراسة كونها تركز على المصدر العربي في هذا الفكر، وتحلل منطلقاته التي اعتمد عليها بنيس.    وقد اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي لتتبّع هذه المصادر من خلال الوقوف على الكتابات الأساسية لبنيس وتحليل تعامله مع المصادر العربية في هذه الكتابات.  وقد كشفت الدراسة عن المنهجية النقدية التي اعتمد عليها بنيس من خلال استجلاء المفاهيم والمحاور الأساسية التي اعتمدها في التحليل. كما كشفت الدراسة عن المقصد الأساسي لبنيس من قراءته لمتون الشعر العربي المعاصر ونقده القديم والحديث، حيث أراد الوصول إلى منهجية إبداعية، تجعل من الشعر تجربة وجدانية، ومن القصيدة جسدا لمعنى متحوّل غير نهائي.    لقد كان بنّيس في حقيقة الأمر يسعى إلى إيجاد ما يمكن أن نسميه: القصيدة المطلقة؛ أي القصيدة التي تتجاوز النموذج الثابت، والمعنى الثابت، وتؤسس شكلها ومعناها في لحظة الإبداع، الأمر الذي يحوّل الشعر إلى تجربة وجودية، ويحوّل القصيدة إلى جسد متحوّل، يستجيب لحساسية الشاعر ولانفتاح المعنى، وهما معا _ التجربة والقصيدة _ يستجيبان للسياقات الاجتماعية والثقافية والشعرية التي تحيط بالشاعر والقصيدة.