يهدف هذا البحث إلى كشف الستار عن مفهوم (مواقع الفتاوى الإلكترونية) وبيان أهميتها ومزاياها، وما يؤخذ عليها من عيوب ومخاطر، وبيان معنى الفتوى وأنواع صدورها عبر مواقع الفتاوى الإلكترونية، كما أنه يسلط الضوء على بيان أثر تلك المواقع في معالجة القضايا الفقهية المعاصرة من خلال تكييفها تكييفًا فقهيًّا ومن ثَمَّ إصدار الحكم الشرعي المناسب لتلك القضايا، وقد احتوى البحث على ثلاثة نماذج تطبيقية فقهية معاصرة من القضايا التي عالجتها مواقع الفتاوى الإلكترونية، وقد سار البحث وفق مناهج علمية أتى على رأسها: المنهج الاستقرائي، والمنهج التحليلي، والمنهج الوصفي، والمنهج المقارن. وقد توصل الباحثان من خلال هذا البحث إلى عدة نتائج، أهمها:  أولًا: مواقع الفتاوى الإلكترونية لها أهمية بالغة، ومن ذلك أنها تمكّن المفتي من أداء مهمته ومباشرتها بشكل عصري مواكب لأبناء العصر، وتمتاز تلك المواقع بعدة مزايا، منها: أنها وسيلة جذب قوية التأثير حيث يتمتع المستفتي خلالها بحرية طرح سؤاله دون أدنى حرج، ودون تقيد بحدود جغرافية أو زمانية. ثانيًا: مواقع الفتاوى الإلكترونية يشوبها بعض المخاطر، منها: تجرؤ كثير من طلاب العِلم المبتدئين وغيرهم على التصدر للإفتاء عبر هذه المواقع، كما لا تخلو من سلبيات أهمها: جهالة حال المفتي في بعضها، وجهالة حال المستفتي في أغلبها. ثالثًا: تتنوع الفتاوى عبر تلك المواقع إلى: فتاوى فردية وفتاوى جماعية، وتنحصر مناهجها في ثلاثة مناهج: التساهل، والتشديد، والتوسط. رابعًا: لمواقع الإفتاء الإلكتروني بصمة واضحة ومهمة في معالجة القضايا الفقهية المعاصرة. وفي الختام أوصى الباحثان بما يلي: أولًا: على القائمين بإدارة مواقع الفتاوى الإلكترونية انتقاء المؤهلين للفتوى من أهل العلم  والصلاح حتى يبلِّغوا دين الله على بصيرة، دون إفراط أو تفريط. ثانيًا: ضرورة التعريف بمواقع الإفتاء المعتمدة بشتى الوسائل الإعلامية؛ حتى لا يتمكن أصحاب المواقع المزيفة أو غير المؤهلة للفتيا من الوصول إلى عامة الناس- قدر الاستطاعة. ثالثًا: على المستفتي أن يتحرى مواقع أهل السنة أصحاب المنهج الوسطي.