يدور الحديث في ذلك البحث حول اتجاهات الغزل في شعراء العصر العباسي؛ للوقوف على معالمها وملامحها وسماتها، والتعرف على مظاهر التقليد والتطور والتجديد فيها، وتحديد مدى تأثرها بالحياة العباسية الجديدة، بكل مظاهرها، التي تمخضت عنها تلك الحياة، وبما ظهر فيها من أشكال وأنماط ومظاهر حضارية واجتماعية وثقافية جديدة، كانت مثيرًا قويًا للشعراء في الشعر بشكل عام، وفي فن الغزل بشكل خاص .  وقد بينت في مواضع من البحث تلك المظاهر الحياتية الجديدة، التي تقلب فيها شعراء العصر العباسي، وتأثروا بها في غزلهم، ودفعتهم إلى الإجادة فيه، والإبداع في كل اتجاهاته .  كما ألقيت الضوء على تلك الاتجاهات، وبينت المراد بها، وملامحها وسماتها العامة في غزل العباسيين، ودوافع نظم الشعراء فيها، والإكثار منها، وقدمت شواهد لها من غزل الشعراء العباسيين.  هذا، وقد جاء البحث في مقدمة كشفت عن أهمية الموضوع، ودواعي دراسته، وخطة البحث. وبعد المقدمة توطئة، تضمنت إطلالة موجزة على فن الغزل من الجاهلية حتى العصر العباسي، وملامح الغزل، وأبرز مظاهره في كل عصر من تلك العصور الأربعة .  وبعد التوطئة قدمت دراسة مفصلة، إلى حد ما، في اتجاهات الغزل في أشعار العباسيين، على النحو التالي: أولًا: الغزل المادي الحسي ، ثانيًا: الغزل العفيف، ثالثًا: الغزل القصصي، رابعًا: غزل المقدمات الشعرية، خامسًا: غزل الرسائل الغرامية، سادسًا: الغزل بالمذكر . وفي نهاية البحث خاتمة تضمنت موجزًا للبحث، وسردًا لنتائج دراسة موضوعه، ثم فهرس المصادر والمراجع .