يهدف هذا البحث إلى جمع الرواة الذين وصفهم أئمة الجرح والتعديل بوصف «عزيز الحديث» وهم من رواة الكتب الستة، وبيان المقصود بهذه العبارة. فهي مجرد وصف لمرويات الراوي، ولا تُعتبر جرحًا ولا تعديلًا، بل تدل هذه العبارة على قلة مرويات هذا الراوي. ونظرًا لمكانة هذه الكتب وأهميتها قُمت بجمع هؤلاء الرواة، وذلك من خلال كتاب «تهذيب الكمال في أسماء الرجال» فهو من أوسع الكتب التي جمعت رجال الكتب الستة، فلقد جمع الكتاب عددًا كبيرًا من رواة الأحاديث، وحملة الآثار، وعامة المشهورين من كل طائفة من طوائف أهل العلم، كما يُعتبر الإمام المزي واحدًا من أبرز علماء الحديث، وأغزرهم إنتاجًا، وله القدرة الفائقة على ذكر أقوال علماء الجرح والتعديل
في الراوي، عازيًا القول لصاحبه، والمقارنة بين الأقوال، حتى عُد كتابه من أوسع الكتب في بابه، وقد أفاد من كتابه كثير ممن جاء بعده. وقد اتبعت في هذا البحث المنهج الاستقرائي التحليلي القائم على استقراء كتب التراجم، والعلل والسؤلات، وكذلك المنهج النقدي، والمقارن من أجل جمع أقوال النقاد في الراوي، مع عزو هذه الأقوال إلى مصادرها الأصلية، والموازنة بين أقوالهم للحكم على مروياته بما يليق بحاله جرحًا وتعديلًا. وقد تناولت هذه الدراسة ترجمة علمية لستة وثلاثين راويًا ممن وصفهم أئمة الجرح والتعديل «بعزيز الحديث»، منهم الثقة، والصدوق، والضعيف، والمجهول، وقد نقلت كلام أئمة الجرح والتعديل، وتوخيت في هذا البحث استقصاء أقوال الأئمة في كل ترجمة بقدر المستطاع من أجل الوصول إلى خلاصة حاله.