لقد أصبحت الجرائم الإلكترونية خطرًا يهدد العالم بأسره، نتيجة ظهور الحاسبات الآلية التي غيرت شكل الحياة في العالم، وتزايد الاعتماد على وسائل التقنية المعلوماتية الحديثة في مختلف مجالات الحياة، ومؤسسات الدولة وبنيتها التحتية، حتى صار هناك ما يسمى بالحكومة الإلكترونية، ورغم الفوائد التي لا تحصى لهذه الثورة التقنية المعلوماتية الناتجة عن استخدام الحاسبات الإلكترونية، إلا أن ثمة وجهًا آخر سيئًا وضارًا لهذه التقنيات، يتمثل في سهولة استخدامها لإحداث أضرار بالغة ومدمرة، دون أن يتحرك الفاعل من بيته أو مكتبه أو غرفته، وقد وصلت هذه الجرائم إلى حد تهديد الدول والمجتمعات العمرانية وغيرها، الأمر الذي أدى إلى البحث عن مدى مشروعية تطبيق حد الحرابة على هذه الجرائم المتنوعة، والخروج من ذلك بنتيجة إيجابية لمنع الفساد في الأرض، وتحقيق الأمن والاستقرار في المجتمع الإنساني.