هدف البحث إلى التعرف على الإشكاليات في حديث الافتراق من خلال كتاب الاعتصام للشاطبي، وقد اعتمد البحث على المنهج لاستقرائي التحليلي، وقسم إلى مقدمة ومبحثين وخاتمة، تناول المبحث الأول تعريف بحديث الافتراق وكتاب الاعتصام، وتناول المبحث الثاني: الإشكاليات العقدية في الحديث من خلال كتاب الاعتصام، وحقيقة افتراق الأمة وسبب افتراقها، والعدد الوارد في الحديث (ثلاث وسبعون فرقة)، ومعنى قوله (كلها في النار)، والفرقة الناجية، ومعنى مصطلح أهل السنة والجماعة ومن هي الأمة الإسلامية. وقد خلص البحث إلى عدد من النتائج من أهمها: أن الافتراق سنة من سنن الله في خلقه، فافتراق الأمة سلوك اجتماعي حاصل لا محالة. جاءت إشكالية عدد الفرق الذي ورد في الحديث ظاهرا في خلاف العلماء، وقد رأى الشاطبي أن ذلك التعديد ما هو إلا تكلف ليتوافق مع ما أورده الحديث، وقد ذهب الشاطبي إلى عدم ذكر تلك الفرق إلا ما جاء به الشرع ونبه إليهم، مثل الخوارج. وقد أشار الشاطبي إلى وجوب تحديد ذلك الافتراق المطلق الوارد في الحديث وجعله في الأصول دون الفروع، وأن محاولات الفرق المختلفة للادعاء بأن كلا منها تمثل الطائفة الناجية مرفوضة، تدفعها في ذلك العصبية لمذهبها، وإن الحقيقة لا تحتكرها طائفة أو فرقة معينة وإن تفسير الجماعة بالسواد الأعظم أو بأهل العلم، أو أهل الحديث إنما يختلف باختلاف الأحوال، وقد جعل الشاطبي صفات تلك الطائفة الناجية دون تحديد لفرقة دون أخرى.