يقدم هذا البحث تحليلا شاملا لموقف من مواقف الدعوة من الرسول صلى الله عليه وسلم لبيان صحة الدليل، ووضوح الحجة.
هذا الموقف يتمثل فى أن النبى صلى الله عليه وسلم صعد جبل الصفا بمكة لما أمر بالجهر بالدعوة ونادى فى الناس ليجمعهم، فلما حضروا قال: أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلا خلف هذا الجبل تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقى؟، فقالوا: نعم ما جربنا عليك إلا صدقا، فقال: فإنى نذير لكم بين يدى عذاب شديد.
ومشكلة البحث تتمثل فى بيان صحة قياس الأولى الذى استخدمه النبى صلى الله عليه وسلم فى هذا الموقف، حيث لا يظهر للعامة بأول الأمر وجه هذا القياس، الذى يتطلب أن يكون التصديق بالخبر الأول أعظم مشقة من الثانى.
وقد تم هذا البحث فى مقدمة وخمسة مطالب وخاتمة.
أما المطلب الأول فى البحث فكان لذكر روايات الموقف النبوى، ثم كان الثانى لببيان وجه الحاجة لتحليل الموقف.
أما المطلب الثالث فهو لتحليل الخبر الأول "أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلا خلف هذا الوادى تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقى"، وبين البحث أن هذا الخبر قد يواجه على الأقل باثنى عشر وجها تعارض التصديق بهذا الخبر، لكن الواقع أن كل تلك الوجوه لم تكن لتعارض خبر الرسول صلى الله عليه وسلم الواضح أمامهم.
وأما المطلب الرابع فكان لتحليل الخبر الثانى "إنى نذير لكم بين يدى عذاب شديد"
ثم جاء المطلب الخامس للموازنة بين الخبرين
أما الخاتمة فهى لبيان ما أراد البحث توجيه أنظار الباحثين له، وهو تناول المواقف النبوية بمزيد من البحث والتحليل لاستنباط الدروس والعبر، وليمكن تحقيق الاقتداء الكامل بالرسول صلى الله عليه وسلم.