تتميّز الثقافة الإسلامية بجميع فروعها عن سائر الثقافات بأنّ مصدرها الأساسي هو الوحي الإلهي، وتعد السنة النبويّة الشريفة أهم مصادر الثقافة الإسلامية بعد القرآن الكريم، ومن مباني هذا العلم العظام إذ كل ما يتعلق بعلم الثقافة الإسلامية تجد أن السنة النبوية لها حظ وافر بما يحتويه هذا العلم. وهذا البحث يلقى الضوء على مصدرية السنة النبوية للثقافة الإسلامية الاسلامية بأركانها الثلاثة (القيم – النظم – الفكر) واجتهد الباحث في الربط بالمصدر (السنة) مع هذه الأركان وذكر أمثلة لكل منها وموقف السنة النبوية تجاهها، وخلص في بحثه إلى أن للسنة النبوية دوراً كبيراً في ترسيخ القيم الأخلاقية في المجتمع المسلم، وأنها حققت قيمة العبودية لله -- وفق ما أمر وما أرشد إليه المصطفى عليه الصلاة والسلام. باعتباره الغاية السامية والهدف العالي الذي يسعى كل مسلم لتحقيقه، كما أرست السنة النبوية قيمة العلم، وتجلى النظام العقدي من خلال السنة النبوية في أهم أمور الدين وهي المذكورة في حديث جبريل -- الذي بين فيه الأسس الستة للعقيدة، وهي ما تسمى باركان الأيمان، وكذلك أركان الإسلام والاحسان، ودعت السنة النبوية إلى تحقيق التكافل الاجتماعي فرسخت أعلى القيم الإنسانية في تنظيم علاقة الفرد بالمجتمع المحيط به، وعالجت الفكر المنحرف عن منهج الإسلام، وحذرت وسلم من أسباب ومظاهر الانحراف الفكري.