إن من القضايا المعاصرة إنجاب أطفال غير مكتملين النمو في رحم أمهاتهم؛ الأمر الذي يترتب عليه عرض هذه القضية من خلال بيان خلق الله تعالى للإنسان من ناحيتي تكوينه في الرحم الطبيعي، ثم بيان حكم استكمال الطفل المولود ناقص الخلقة في الرحم الاصطناعي، وقد استدعى ذلك تعريف الأطفال الخدج، وهم الذي لم يكتمل نموهم الطبيعي، والأسباب التي أدت إلى ذلك، وكذا التعرض لمفهوم الرحم الاصطناعي الذي يتيح الفرصة لاستكمال هؤلاء الأطفال فيه.
وكذا مميزاته والتي من أهمها بقاء هؤلاء الأطفال على قيد الحياة، ومساعدة النساء اللاتي لا يستطعن الحمل، ثم بيان التوصيف الفقهي لهذا الأمر من ناحية الأحكام الفقهية المتعلقة بإنعاشهم بالوسائل المختلفة والتي من أهمها الرحم الاصطناعي؛ حيث إن الشريعة الإسلامية قد جاءت بما فيه المصلحة، وحثت على إحياء النفس البشرية؛ لأن من أحياها فقد أحيا الناس جميعاً، كما أن ذلك يتفق مع بقاء النفس البشرية على ظهر الأرض وإعمارها ما دام أن هذا الأمر قد جاء متوافقاً مع مقاصد الشريعة الإسلامية من حيث الشروط التي وضعتها للرحم الصناعي الذي يوضع فيه هؤلاء الأطفال غير مكتملين النمو.
كما أصلت الشريعة لهذا الأمر من ناحية الشروط فبينت حكم هذا الرحم من ناحية الأنسجة المستخدمة في الرحم الصناعي؛ بحيث إذا ماك انت هذه الأنسجة من حيوان مباح فإن استخدام هذا الرحم يكون مباحاً شرعاً؛ مستدلة على ذلك بالآيات الدالة على إباحة التداوي بشرب الدواء المباح، وكذا الآيات والأحاديث الدالة على التداوي بالمباحات بخلاف ما إذا كانت الأنسجة الحيوانية المستخدمة محرمة كالميتة والخنزير فإن هذا الأمر يكون محرماً.