المفارقة وسيلة تعبيرية تتجلى فيها حقائق الحياة بما يكتنفها من التناقضات، ولا غرابة فالصراع بين الخير والشر والحق والباطل قائم منذ الأزل، والمفارقة شاخصة في اللسان العربي وحاضرة في القرآن الكريم كما أنها لا تغيب عن الحديث النبوي، مما يؤكد حقيقة أن هذا اللون من التعبير له جذوره في النفس العربية  
ولقد اجتهد الباحث في صياغة مفهوم المفارقة وإلقاء الضوء على حضورها في التراث العربي مقتصرا على أظهر أنماطها وتتمثل في:
1-    المفارقة التصويرية التي تبرز التناقض بين طرفين متقابلين؛ حيث تساق العبارات في إطار من التجاور دون تعليق لإبراز المفارقة من جهة وتحفيز المتلقي نحو الفهم العميق والتأثر الإيجابي من جهة أخرى
2-    المفارقة اللفظية، وتنشأ من كون اللفظ يدل على معنيين: الأول ظاهر، والثاني خفي، ويتضافر هذا النمط مع عدد من أنماط التعبير البلاغي مثل: الكناية والتعريض والتهكم والسخرية والمشترك اللفظي.
3-    مفارقة الشخصيات وتقوم على الاستعانة بالنماذج البشرية المتناقضة للتعبير عن الفكرة وتقريبها إلى الأذهان، وتعد الشخصيات بمواقفها ومصائرها محورا أساسيا لهذا اللون من ألوان المفارقة.
وقد نجحت المفارقة في إبراز القيم الدينية ورسم النماذج الإسلامية وتحقيق الغايات التربوية والتشريعية للحديث النبوي.