Subjects
-Abstract
التفسير من أجل العلوم قدرًا، وأعلاها شرفًا وذكرا، وأعظمها أجرا، وأسناها منقبة، يملأ العيون نورًا، والقلوب سرورًا، والصدور انشراحًا، ويفيد الأمور اتساعًا وانفتاحًا، لا يفنى بكثرة الإنفاق كنزه، ولا يبلى على طول الزمان عزهُ، به تتعلق مصالح العباد في معاشهم ومعادهم؛ لذا كان أولى بالالتفات إليه، وأجدر بالاعتماد عليه؛ وكيف لا؟ وهو يتعلق بتفسير أعظم كتاب، وأضبط كتاب، وأهدى كتاب؛ القرآن الكريم الذي (لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42)فصلت.
ولقد حقق هذا القرآن لهذه الأمة من السؤدد والنصر في أقل الأزمنة وأقصر الطرق ما لم تكن تحلم به أبدًا. كما حقق للإنسانية كلها حضارة وارفة الظلال مشرقة الجوانب، ومن هنا عني الأئمة والعلماء باستخراج كنوزه وتجلية معانيه وتوضيح مقاصده.
ولما كان كتاب الله هو دستور الأمة ومنهاج الشريعة، والأساس القوي الذي ينطلق منه المجددون كان لابد من التجديد في تفسيره تفسيرا يحفظ العلم ، وتصلح به حال الأمة، ويواكب حاجات العصر وإصلاحها بحيث لا يغدو التفسير حبيس الأوراق والكتب وإنما ينطلق لإصلاح واقع الناس وتلبية حاجاتهم الدينية والنفسية".
ولا يعني التجديدُ الانسلاخ من القديم والتخلي عنه، فليس في ديننا ما يقال عنه قديم، بل ديننا يجمع بين الأصالة والمعاصرة، وكتاب الله كلما طال المدى غضٌّ، يتَّسم بمعايشته لواقعنا، ومواكبته لعصرنا، كأنه حديث عهد بالنزول.
والقرون الغابرة، والأمم السابقة من لدن النبي إلى العصر الحديث واجهت تحديات ومشكلات ومستجدات وشدائد وظلت الشريعة على هيئتها، وأصول الدين ومناهجه، وأركانه ثابتة لم تتبدل ولم تحرَّف بدعوى تغير الظروف، وتبدل الزمان، ومواكبة الجديد، وإنما استلهمت الأمة بعلمائها، ورموزها وأئمتها حلولا، واستقت عذب الأحكام وغنيها من المعين المتدفق الغمر من الكتاب والسنة، برهانا على أن الشريعة فيها وفي نصوصها كل ما يقدم أحكاما وتشريعات للمستجدات والنوازل حين يحتاج إلى ذلك، ويتطلبه جديد المسائل وحديث النوازل.
وهذا الثبات والاستقرار للأحكام والتشريعات سد منيع في وجوه من يريدون اقتلاع الملة من جذورها وحلول دين آخر يستجلبه، ويدعو إليه تحت شعار التجديد والإصلاح، ومواكبة الزمان.
ومن هنا ظلت فكرة الكتابة في هذا الموضوع تراودني حتى شاء الله أن تعلن كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بدسوق عن عقد المؤتمر العلمي الدولي الأول لها تحت عنوان : تجديد العلوم العربية والإسلامية "بين الأصالة والمعاصرة"، فأحببت أن أنال شرف المشاركة في هذا المؤتمر ببحث تحت عنوان (التجديد في التفسير مفهومه وضوابطه ودواعيه)
DOI
10.21608/drya.2021.289690
Keywords
التجديد, التفسير, مفهومه, دواعيه, ضوابطه
Authors
First Name
محمد السيد إسماعيل محمد
MiddleName
-Affiliation
مدرس بقسم التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين بشبين الكوم
Email
anasabou751@gmail.com
City
-Orcid
-Article Issue
المؤتمر العلمي الدولي الأول - الجزء 2
Link
https://drya.journals.ekb.eg/article_289690.html
Detail API
https://drya.journals.ekb.eg/service?article_code=289690
Publication Link
https://drya.journals.ekb.eg/
MainTitle
التجديد في التفسير مفهومه ودواعيه وضوابطه