التطور الدلالىَّ من الموضوعات المهمة فى علم الدلالة، واللسانيات الحديثة، ويكشف عن جانبٍ مهمٍّ من حياة اللغة التى لا يمكن أن تعيش إلاّ باستعمالها وتداولها على ألسنة أهلها والنّاطقين بها، ووصْل حاضرها بماضيها، ويحتاج المتكلمون بها - مع تطور الحياة وزيادة الاكتشافات والاختراعات- إلى ابتكار ألفاظٍ جديدةٍ يُعبِّرون بها عن معانٍ جديدةٍ لم تكن معروفة من قبل، وبذلك تكون هذه الحاجة من أهم العوامل التى تؤدى إلى تطور الدلالة، فالمتكلمون بلغةٍ من اللغات عندما يستجِدُّ لديهم معنًى جديدًا لم يكن معروفًا من قبل، يحاولون تعيين دالٍّ له من ذخيرتهم اللفظية القديمة، وقد أدَّت كثرة استعمال ألفاظٍ دون غيرها إلى تطورها، فالاستعمال من أكثر أسباب التطور الدلالى أهمية، وهذا شائعٌ فى كل اللغات؛ لأنَّ العوامل الاجتماعية والتغيُّرات التى تواكبها اللغات تفرض ذلك