إن التجديد في النص النبوي يراد به العودة إلى المنابع والأصول عودة كاملة , وترك التقليد الفاسد القائم على المحاكاة على غير بصيرة , فالتجديد عملية إصلاحية, وليس عملية تخريبية, والتجديد في السنة النبوية هو تعليم الناس سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم , ونفي الكذب عليه , وإزالة الشبهات الواردة حول سنته , وتكمن خطورة هذه الدعوة في أنها قامت على أيدي أناس ينتسبون إلى ديننا, فهم يطرحون أفكارهم وآرائهم على أنها رؤى ناشئة عن الاجتهاد في فهم النص, فهم يحرفون النصوص عن معانيها بتأويلاتهم الباطلة, والسبب في هذه التأويلات المنحرفة تأثرهم بالفلسفات الغربية ودراستهم في الجامعات الأوروبية, وجهلهم بالشريعة الإسلامية, فهم يريدون إخضاع النصوص الإلهية لمبادئ الفلسفات الغربية, ظنا منهم أن هذه التفسيرات المنحرفة هي الطريق الأوحد للتقدم والرقي واللحاق بركب الحضارة المادية الغربية , إن تجديد فهم النص النبوي وفق الضوابط التي وضعها المحدثون هو الطريق الأمثل لفهم كتاب الله عز وجل , لكن أدعياء التجديد أبوا إلا أن يفسروا الوحي الإلهي المتمثل في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم بعقولهم اعتمادا على أفكار غربية ما أنزل الله بها من سلطان , فضلوا وأضلوا . وقد صدق القائل : أعمى يقود بصيرا, لا أبا لكم قد ضل من كانت العميان تهديه , ونظرا لأهمية هذا الموضوع من الناحية العلمية, ومن ناحية الفائدة العائدة على الباحث في معرفة ضوابط المحدثين في فهم النص النبوي , آثرت الكتابة في هذا الموضوع تحت عنوان: ( تجديد فهم النص النبوي بين ضوابط المحدثين ودعاوى المستغربين) , وقد احتوى هذا البحث على مقدمة وخمسة مباحث وخاتمة وقائمة بالمصادر والمراجع , وقد احتوت المقدمة على مشكلة البحث, وأسئلة البحث وأهداف البحث وخطة البحث, أما المبحث الأول: فقد تحدثت فيه عن مفهوم التجديد في ضوء السنة النبوي, والمبحث الثاني: عنونت له بضوابط التجديد في ضوء السنة النبوية, والمبحث الثالث: عنونت له ب:(بيان الأسباب المؤدية إلى الانحراف في فهم السنة النبوية, والمبحث الرابع: عنونت له ب: ( بيان الفرق بين التجديد عند السلف الصالح والعصرانيين, والمبحث الخامس: عنونت له ب سبل مواجهة التجديد التحريفي, وقد احتوت الخاتمة على أهم النتائج والتوصيات وقائمة بمصادر ومراجع البحث