يهدف البحث في محتواه إلى تناول تقنية المفاجأة في قصص « إحسان عبد القدوس »، وبيان أنماطها وأثرها في تحول سياقات السرد وعناصره المختلفة، وأثر ذلك على تشكيل أفكار القصص ومضامينها ومدى التطور والتحديث الذي حظيت به في قصصه ومواكبته لتطور الحياة، وأحداثها، وقضاياها ودلالته على قدرة وقوة الكاتب الإبداعية في تحقيق هذا التطوير والتحديث وتطويعه لمقتضيات الحياة وقضاياها المختلفة.
وقد اتبعت في هذا البحث منهجاً تحليلياً تتجلى وظيفته الأدبية في تحليل وتفسير ظاهرة المفاجأة، والتعمق في كشف خصائصها المميزة لها في النصوص وتأثيراتها في عملية السرد وعناصرها المختلفة، ثم تقييمها ونقدها في ضوء تعالقها بالمقام السردي، ثم استنباط نتائج هذا التعالق المحددة لفاعليتها في النصوص القصصية ومقامها السردي.
واتجهت في هذا البحث وفقاً لطبيعته وملامحه البارزة في النصوص إلى تناول مفرداته من خلال ثلاثة مباحث يسبقهما مقدمة وتمهيد وتعقبهما خاتمة، ففي المقدمة تحدثت عن موضوع البحث ودوافعه، والدراسات السابقة، ومنهج البحث ثم خطته، وفي التمهيد أوضحت ملامح من سيرة وحياة « إحسان عبد القدوس »، ثم عَرَّفتُ بالمفاجأة وعلاقتها بالتحول السردي، وفي المبحث الأوّل تناولت المفاجأة المحتملة من خلال نمطيها البارزين في القصص المحتمل بدليل ظاهر وبدليل سياقي، وفي المبحث الثاني تناولت المفاجأة العكسية بأنماطها البارزة في القصص والمتمثلة في الحدث المفاجئ العكسي، والشخصية المفاجئة العكسية، والفكرة المفاجئة العكسية، وفي المبحث الثالث تناولت المفاجأة المتنوعة بنمطيها المفترق والمزدوج، وفي الخاتمة رصدت أهم النتائج التي توصل إليها البحث، والتي أظهرت مقدرة « إحسان عبد القدوس » وقوته الإبداعية ، وجسّدت مرونـة المفاجـــأة وطواعيتهـــا لطبيعــة الأفكــار، وتبعاً لذلك تطورت المفاجأة في سياقات القصص تطوراً واضحاً