يقدم هذا البحث نموذجاً تطبيقياً لفن الرثاء بين الشاعرة المخضرمة (الخنساء) والشاعر العباسي (ابن الرومي)؛ وذلك لمّا كان شائعاً في فن الرثاء أن المرأة أشد جزعاً من الرجل، وألهب عاطفة منه، كان السؤال الملح، هل كان تعبيرها عن هول مصيبتها أصدق وأفضل من تعبير الرجل عن مصيبته؟، فجاء هذا البحث ليجيب عن هذا السؤال.
وقد اخترت أن تكون الموازنة بين الخنساء وابن الرومي؛ لأن كلاً منهما يمثل القمة في فن الرثاء بين شعراء جنسه، لذا عقدت العزم أن يكون موضوع بحثي هذا: (فن الرثاء بين الخنساء (ت:24هـ) وابن الرومي (ت:283هـ) دراسة تحليلية وموازنة).
وقد حاولت الاستفادة من المنهج التكاملي في تتبع فن الرثاء وتطوره من عصر (الخنساء) إلى عصر (ابن الرومي)، كما عرضت لنماذج من رثائهما وقمت بتحليلها، ثم وقفت على كوامن الاتصال النفسي والصياغي بين النص وقائله من خلال عناصر الإبداع عند الشاعرين، ثم الموازنة بينهما.
وجاءت خطة البحث مكونة من: مقدمة، وتمهيد، وأربعة مباحث، وخاتمة، وفهارس.
أما المقدمة: ففيها أهمية الموضوع، ومنهج البحث، وأسباب اختياره، وخطته.
أما التمهيد: ففيه التعريف بفن الرثاء وتطوره عبر العصور.
أما المبحث الأول: فقد خص بالخنساء ونماذج من رثائها، مع تحليلها.
أما المبحث الثاني: فقد خص بابن الرومي ونماذج من رثائه، مع تحليلها.
أما المبحث الثالث: فقد عقدت فيه موازنة عامة بين الشاعرين.
أما الخاتمة: ففيها أهم نتائج الدراسة.