لا شك أن تحقيق المخطوطات يعد إحياء لهذا التراث , فلا أحد ينكر أهميته, إذ إنه يربط حاضر الأمة بماضيها, ويمثل عصارة ما وصل إليه أجدادنا , وإحساسنا بقيمته يجعلنا نجني منه أزكى الثمار وأنفعها, لذا فواجبنا هو جمعه , و إزالة الغبار عنه , وتحقيقه , ونشره , وإخراجه إلى الأمة تستفيد منه, حتى لا تضيع منه الفائدة والمعرفة مع مرور الزمن .
والتحقيق هو إخراج النص المحقق على وفق ما حرره صاحبه, أو بصورة أقرب منه , وخدمته وتجليته, ومن هنا تأتي أهمية التحقيق في الكشف عن تلك الكنوز.
والتراث في مجال تحقيق النصوص,هو كل ما وصل إلينا مكتوبًا في أي علم من العلوم ,أو فن من الفنون,أو هو كل ما خلفه العلماء في فروع المعرفة المختلفة , ولهذا فالتراث ليس محددًا بتاريخ معين,إذ قد يموت أحد العلماء في عصرنا هذا فيصبح ما خلفه مكتوباً تراثاً بالنسبة لنا( ).

وبالبحث في هذا التراث ــ الذي لم ينشر ــ وقع اختياري على هذه المخطوطة : ( رسالة مختصرة في الألفاظ التي يكثر دورانها على الألسنة ) للعلامة ( عبد الرحمن بن أحمد الصناديقي الدمشقي الشافعي ت 1164 هــ ).
قرأتها أكثر من مرة, وبعد أن اطمأننت أنها لمؤلفها وقع في خاطري أن أقوم بتحقيقها.
وقد جعلت البحث في قسمين:

القسم الأول: دراسة عن المؤلِّف والمؤلَّف.
القسم الثاني: النصٌ تحقيقًا وتعليقًا.