قامت الباحثة بدراسة الأفعال الإنجازية في قصة فرعون في الآيات القرآنية ، من خلال آليات المنهج التداولي وبالأخص مفهوم الأفعال الإنجازية ، الذي يكشف لنا جماليات اللغة من خلال التأمل في القصص القرآنية ومقاصدها ومقاماتها ، مما يساعد في زيادة الإدراك والتأثير والتفاعل لدى المتلقي .
والذي دفعها لدراسة هذا الموضوع هو أن القرآن الكريم منبع البلاغة العربية ومصدرها. وكل دراسة أو منهج حديث لا يتعارض مع قدسية القرآن الكريم، فاللغة القرآنية ستظل معجزة ولا يتحداها جديد، فهو معجز، وكل ما يصدره البشر من حديث أو جديد في البلاغة يجده فيها. فالمقاربة التداولية ومعاييرها الجديدة تلتقي مع البلاغة العربية، ما يجعل القواسم المشتركة بينهما جديرة بالنظر، وأخص بالذكر الأفعال الإنجازية في قصة فرعون.
وقد توصلت الدراسة إلى عدة نتائج ، جاء من أهمها : أن الخطاب القرآني يُعَدُّ نموذجًا مثاليًّا لتجسيد الأفعال الإنجازية في المنهج التداولي، عن طريق دلالات معيَّنة وثابتةٍ، تختلف باختلاف السِّياق، لأنَّها متَّصلة بالمعنى البليغ، واللَّفظ البديع، والبيان المعجز ، وأن الخطاب القرآنيَّ جاء خطابًا تداوليًّا، مهتمًّا باللُّغة، وقائمًا على المتلقِّي، وجميع العناصر التَّواصليَّة الَّتي تصبُّ في صالح الخطاب، وتَزيدُ من عنصر الإقناع، والإثارة، والتَّشويق لدى المتلقِّي.