العلاقة بين البنيتين الموضوعاتية والإيقاعية في شعر محمد الثبيتي
ديوان (عاشقة الزمن الوردي) أنموذجاً
المستخلص

تتناول هذه الدراسة البنيتين الموضوعاتية والإيقاعية في ديوان (عاشقة الزمن الوردي) للشاعر محمد الثبيتي، بغية الكشف عن العلاقة بينهما، وإلى أي مدى أثَّرت البنية الموضوعاتية على البنية الإيقاعية، وفي المقابل كيف عبرت البنية الإيقاعية عن موضوعاتية الديوان، وذلك من خلال ثلاثة محاور: الأول عن البنية الموضوعاتية، والثاني عن البنية الإيقاعية، وفيه وُضّحت العلاقة بين البنيتين، وتستعين الدراسة لتحقيق ذلك بالمنهج التأويلي في المحور الأول، والوصفي والإحصائي في المحور الثاني، وقد تبين من خلال الدراسة أن العلاقة بين البنيتين جدلية حوارية، حيث أنّ الفكرة الرئيسة للديوان انبثقت من رؤية فلسفية عميقة لقضية الإنسان مع الزمن، وكان معادلها في الديوان هو القصيدة، فتجديدها وتعبيرها عن إنسان عصرها هو حياتها المرتبطة بحياة الإنسان، وثباتها في الماضي هو موتها وحكم بموت حاضر الإنسان، وقد وُظف الإيقاع بكل تشكلاته للتعبير عن هذه الفكرة؛ حيث غلب وزن المتقارب بإيقاعه المتسارع ليدل على الإيقاع الزمني المتحرك، والذي لابد من مواكبة القصيدة له، ومن ناحية أخرى دل على إيقاع نفسي قلق بشأن وضع القصيدة، وكذلك القافية المتنوعة حيث جاء تنوعها متلائماً مع فكرة التغير الزمني اللازم، وأمَّا التكرار فقد تركز في الثيمات الأساسية للديوان، وقد عبر عن الفكرة المركزية له، وعلى الرغم من كون ديوان (عاشقة الزمن الوردي) يُعد أول ديوان منشور للشاعر، إلا أنّه كشف عن وعي وحس إيقاعي متميزين ونادرين في المرحلة المبكرة التي كُتب فيها الشعر.